[ 50 ] يمن عليكم ان هديكم للايمان فاطلاق المنة عليه تعالى من باب المشاكلة وانه كان حقه ان يمن علينا باعتبار تشرفنا بشرف الاسلام فبسبب انا ممنون كثيرا منه يمكن ان يطلق عليه المنان بهذا المعنى فمن اخلص لله اربعين صباحا واربعين سنة ينبغى ان لا يتوقع الاجر لعمله من جوعه وسهره وغيره وان كان واصلا إليه باضعاف اضعافه انه لا يضيع عمل عامل لكن الغرض انه مجرد تفضل منه تعالى عليه فليقبل المنة منه حيث وفقه لذلك فاى اجر اعظم من سعادة اجراء ذكره على لسانه وصرف ضميره فيه هر كه نه كو يا بتو خاموش به * هر چه نه ياد تو فراموش به يا ديان الديان القهار من دان الناس أي قهر هم على الطاعة يقال دنتهم فدانوا أي قهرتهم فاطاعوا أو المجازى كما في ديان يوم الدين ومنه كما تدين تدان وقول الشاعر دناهم كما دانوا قال في القاموس الديان القهار والقاضى والحاكم والمحاسب والسايس والمجازي الذى لا يضيع عملا بل يجزى بالخير والشر يا برهان البرهان لغة الحجه كما في القاموس وفى الاصطلاح هو المؤلف من الواقعيات المحضة والعقليات الصرفة بخلاف الخطابة والجدل والشعر والسفسطة واشير إلى ثلاثة منها في قوله تعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجاد لهم بالتى هي احسن وفى اصطلاح اخص هو الدليل اللمى فقط وبهذا المعنى قال الشيخ الرئيس الاول تعالى لا برهان عليه بل هو على كلشئ والمراد هنا المعنى اللغوى ليشمل الاقوال الشارحة والحجج باقسامها إذ الحجة لغة غير ما هو المصطلح وبيان كونه تعالى برهانا ومظهرا لكل مجهول ان الدليل المرشد للعقل إلى المطلوب كالذى ياخذ بيد الاعمى ويوصله إلى مقصوده فإذا اردت ان تصل إلى حدوث العالم فصدقت بسيلانه ثم صدقت بحدوثه فسيلان العالم وحركته الجوهرية والكيفية والكمية وبالجملة حركته ذاتا وصفة اظهرت لعقلك الحدث واوصلتك إليه لكن السيلان الحاصل في الذهن موجود من الموجودات له مهية ووجود إذ المهية منفكة عن كافة الوجودات لا تقرر لها كما تقرر في مقره فكيف تكون بذاتها مظهرة لشئ لان ثبوت شيئ لشئ فرع ثبوت المثبت له فهى من حيث هي لا مظهرة ولا لامظهرة فوجودها مظهر والوجود بشراشره اشراق الحق الله نور السموات والارض أي باشراقه استشرقت المجردات والماديات أي مجرد كان في عقلنا أو في عقل الكل فالمظهرية الت إليه تعالى وكذا في الحدود فهو البرهان على غيره وكذلك هو البرهان على نفسه كما في دعاء الصباح يا من دل على ذاته بذاته وفى دعاء ابى حمزة الثمالى بك عرفتك وانت دللتني عليك ودعوتني ________________________________________