[ 51 ] اليك ولولا انت لم ادر ما انت وفى دعاء عرفه الغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حيت تحتاج إلى دليل يدل عليك أو متى بعدت حتى تكون الاثار هي التى توصل اليك عميت عين لاتراك ولا تزال عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا وفى الكافي اعرفوا الله بالله وفيه ايضا عن ابى عبد الله (ع) وانما عرف الله من عرفه بالله فمن لم يعرفه به فليس يعرفه انما يعرف غيره فالحاكم بوحدته البرهان الوارد على القلب من عنده شهد الله انه لا اله الا هو ولهذا قراءة فتح اللام في المخلصين هي الاولى يا سلطان أي والى مملكة الوجود يا رضوان انما كان من اسمائه تعالى الرضوان لانه تعالى كما مر في معنى الارادة راض بكل الامور لاينافره شئ من الوجود إذ لو لم يرض بشئ لم يدخل في الوجود فالرضا لما كان مساوقا للوجود يدور حيث ما دار والوجود اوسع الاشياء فرضوان الله اكبر وقالوا الرضا باب الله الاعظم والسالك إذا وصل إلى مقام الرضا لم يكن له انكار على شئ من الاشياء فقد دخل الجنة ولذا كان خازن الجنة ايضا مسمى بالرضوان والمشتق والمبدء وان كانا فيه تعالى واحدا بحسب الحقيقة لكن بحسب قواعد علم العربية المصدر هنا اما بمعنى اسم الفاعل واما اطلق مبالغة وكذا في يا غفران يا سبحان قال في القاموس سبح بالنهر وفيه كمنع سجا وسباحة بالكسر عام وهو سالج وسبوح من سبحأ وسباح من سباحين وقال ايض سبحان الله تنزيها لله من الصاحبة والولد معرفة ونصب على المصدر أي ابرء الله من السوء براءة أو معناه السرعة إليه والخفة في طاعته اقول فسبحان على الثاني مبنى للمفعول يعنى ان الكل تسبح إليه في بحر الوجود كالحيتان في الماء كما في قوله تعالى والسابحات سبحا أي الا روح التى تسبح إليه في بحر رحمته الواسعة يا مستعان يا ذا المن والبيان المن العطاء كما تقدم والبيان اظهار المقصود بابلغ لفظ واصله الكشف والظهور والوجود على الاطلاق اعراب عما في الضمير وافصاح عما في المكنون الغيبي ولما كان البيان الفعلى اعظم النعم إذ به يتم الايجاد كما قيل اول كلام شق اسماع الممكنات كلمة كن وبه تستكمل النفوس وتهتدى إلى مقاصدها اردف العطا به هنا كما في قوله تعالى خلق الانسان علمه والبيان ولما كان البيان بمنزلة السحاب والمعنى بمنزلة الروح والحيواة والنفس الجاهلة بمنزلة الارض اللميتة كما في قوله تعالى وهو الذى يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته حتى إذا اقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فانزلنا به الماء فاخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون فالانسان إذا اراد ________________________________________