[ 43 ] اللازمة بالعرض واما الناقص بوجه فهو محبوب لذاته لاشتماله على ضرب من الوجود ومريد لما يكمل ذاته بالذات ولما يتبع ذاته بالعرض فثبت ان هذا المسمى بالارادة أو المحبة أو العشق أو الميل أو غير ذلك سار كالوجود في جميع الاشياء لكن ربما لا يسمى في بعضها بهذا الاسم لجريان العادة والاصطلاح على غيره أو الخفاء معناه عند الجمهور كما ان الصور الجرمية عندنا احدى مراتب العلم ولكن لا يسمى بالعلم والا صورة مجردة عن ممازجة الاعدام والظلمات هذا كلامه بادنى اختصار فظهر ان الوجود عين الارادة فكيف لا يكون الارادة في ذات من هو عين الوجود وينحم مادة الشبهة بتحقيق مسألة الخير والشر والفحص عما دخل فيهما بالذات وعما نسب اليهما بالعرض وعسى ان نتكلم فيها ان ساعدنا التوفيق ثم الاحتجاج منقوض بالعلم والقدرة إذ العلم يتعلق بكلشئ حتى الممتناعات والقدرة لا تتعلق بها كما قال المتكلمون ان معلومات الله اكثر من مقدوراته وقال السيد المحقق الداماد س في دفع هذه الشبهة كون الارادة الحقة الالهية غير متعلقة بالشرور بالذات لا يصادم كون ارادة الخير عين العلم الذى هو بعينه مرتبة الذات الحقة الاحدية فارادة الخير وزانها بالاضافة إلى صفة العلم وزان السمع والبصر من صفات الذات وهما عين الذات الحقة الواجبة التى هي بعينها العلم التام المحيط بكل شيئ ثم السمع سمع لكل مسموع لا لكلشيئ والبصر بصر بالقياس إلى كل مبصر لا بالنسبة إلى كلشئ فكذلك الارادة الحقة فذاته سبحانه علم بكلشئ ممكن وارادة لكل خير ممكن وسمع بالنسبة إلى كلشئ مسموع وبصر بالقياس إلى كل شئ مبصر وقدرة بالقياس إلى كلشئ مقدور عليه والشرور الواقعة في نظام الوجود سواء عليها اكانت في هذه النشاة الاولى ام في تلك النشاة الاخرة ليست هي مرادة بالذات بل ومقيسة بالذات انما هي داخلة في القضاء بالعرض من حيث انها لوازم الخيرات العظيمة الواجبة الصدور عن الحكيم الحق والخير المطلق هذا كلامه فان قلت فما تصنع بما رواه الشيخ الجليل محمد ابن يعقوب الكليني في الكافي والصدوق ابن بابويه القمى في كتاب التوحيد والعيون عن سادتنا الطاهرين وائمتنا المعصومين من حدوث الارادة والمشية وانهما من صفات الفعل لا من صفات الذات قلت وزان الارادة وزان القيومية وغيرها في كونها ذات مراتب ثلاث فان له تعالى ارادة حقة حقيقية بالنسبة إلى فيضه المقدس والوجود الاضافي الذى في كل بحسبه وارادة حقيقية ظلية في مقام فيضه وارادة مصدرية هي نفس المفهوم العنوانى فالاولى عين الذات الاحدية والثانية بما هي مضافة إلى الحق ________________________________________