[ 44 ] داخلة في صقعه ولا حكم لها مستقلة كالمعنى الحرفى وبما هي مضافة إلى الاشياء حادثة بحدوثها وهذه هي التى جعلها ائمتنا معادن العلم من صفات الفعل والثالثه هي الزائدة على كل وجود فضلا عن الوجود الواجب وكيف لا ولو كان عين الذات لكانت عين هذا المفهوم المصدرى واجاب السيد المحقق الداماد س عن السؤال بان الارادة قد يطلق ويراد بها المصدرى اعني الاحداث والايجاد وقد يراد بها الحاصل بالمصدر اعني الفعل الحادث المتجدد وكما ان لعلمه تعالى بالاشياء مراتب واخيرة مراتبه وجود الموجودات الخارجية وصدروها عنه منكشفة غير محتجبة فهى بذواتها وهوياتها المرتبطة إليه علوم له تعالى بوجه ومعلومات له باعتبار ومعلوميتها له تعالى عين ذواتها لا عالميته تعالى اياها عين ذواتها وانما هي عين ذاته المقدسة فالعلم بمعنى العالمية عين ذاته تعالى وهو قديم وبمعنى المعلومية عين هذه الممكنات وهو حادث فكذلك لارادته سبحانه مراتب واخيرة المراتب هي بعينها ذوات الوجودات المتقررة بالفعل وانما هي عين الارادة بمعنى مراديتها له تعالى لا بمعنى مريديته اياها وما به فعلية الارادة والرضا ومبدء التخصيص هو عين ذاته الحقة وهذا اقوى في الاختيار مما ان يكون انبعاث الرضا بالفعل من امر زايد على نفس ذات الفاعل انتهى حاصل ما افاده وتلميذه صدر المتألهين س بعد ما نقل هذا الكلام قال وههنا سر عظيم نشير إليه اشارة ما وهى انه يمكن للعارف البصير ان يحكم بان وجود الاشياء الخارجية من مراتب علمه تعالى وارادته بمعنى عالميته ومريديته لا بمعنى معلوميته ومراديته فقط وهذا مما يمكن تحصيله للواقف على الاصول السالفة ذكرها اما الاحاديث المشار إليها فمنها ما في الصحيح عن صفوان ابن يحيى قال قلت لابي الحسن (ع) اخبرني عن الارادة من الله ومن الخلق فقال الارادة من الخلق لضمير وما يبدو بعد ذلك لهم من الفعل واما من الله فارادته احداثه لا غير ذلك لانه لا يروى ولا يهم ولا يتفكر وهذه الصفات منتفية عنه وهى صفات الخلق فارادة الله الفعل إلى غير ذلك يقول له كن فيكون بلا لفظ ولا نطق لسان ولا همة ولا تفكر ولا كيف لذلك كما انه لا كيف له قال السيد الضمير هو تصور الفعل وما يبدو بعد ذلك اعتقاد النفع فيه تخيليا أو تعقليا أو ظنيا ثم انبعاث الشوق من القوة الشوقية ثم تأكد الشوق واشتداده إلى حيث يصير اجماعا فتلك مبادى الافعال الاختيارية فينا والله سبحانه مقدس عن ذلك فنفس علمه السابق اختيار ومشية لافعاله ولا ارادة ولا مشية هناك وراء نفس الذات الا احداثه وايجاده ولا كيف لمشيته وارادته كما لا كيف لذاته ومنها ما روى عن هشام ابن الحكم في حديث الزنديق الذى سئل ابا عبد الله (ع) ________________________________________