[ 42 ] ولذا قال باقر العلوم (ع) هل يسمى عالما وقادرا الا لانه وهب العلم للعلماء والقدرة للقادرين وقال السلطان أبو الحسن الرضا (ع) قد علم اولو الالباب ان ما هنا لك لا يعلم الا بما ههنا فنقول قد تقرر في موضعه ان شاكلتنا فيما قصدنا فعله انا نتصوره اولا ثم نصدق بفايدته تصديقا ظنيا أو تخيليا أو علميا ان فيه صلاحا ومنفعة ومحمدة ومنقبة وبالجملة خير اما من الخيرات بالقياس إلى جوهر ذاتنا أو إلى قوة من قوانا فينبعث من ذلك شوق إليه فإذا اهتزت القوة الشوقية وتاكد الشوق وصار اجماعا حركت القوة المنبثة في العضلات وهنا لك يتحرك الاعصاب والاعضاء الادوية فذلك الشوق المتأكد المنبعث من القوة الشوقية الحيوانية أو النطقية العملية هو الارادة فينا وتلك القوة المنبثة هي القدرة وما قالوا من ان القدرة كيفية نفسانية اشارة منهم إلى سريان نور النفس إلى الاعصاب والعضلات والاوتار والرباطات وذلك التصديق بالفائدة هو الداعي وذلك التصور هو العلم فالعلم فينا شئ والداعى شئ اخر وكذا الارادة شئ والقدرة شئ اخر فعلمنا واردنا وقدرنا وفعلنا فنحن نحتاج إلى هذه المبادى لكوننا فاعلين بالالات وهى لا يتحرك الا بالشوق وشوقنا بفعلنا بسبب معرفتنا بوجه الخير العايد الينا واما الواجب جل مجده حيث يتعالى عن ان يفعل بالة وعن ان يكون له شوق إلى ما سواه إذ هو موجود غير فقيد لكونه تاما وفوق التمام وعن ان يكون علمه انفعاليا فان علمه تعالى فعلى غير معلل بالاغراض الزايدة وهو غاية مراد المريدين ومنتهى طلب الطالبين فالداعي والارادة والقدرة عين علمه العنائى وهو عين ذاته الله هو الغنى وانتم الفقراء فيترتب على نفس ذاته ما يترتب على المبادى فينا فهو تعالى علم وشاء واراد وقدر وقضى وامضى من جهة واحدة فكما فينا تترتب حركة القوة الشوقية على نفس تصورنا الشئ واعتقادنا انه نافع لنا من غير ان يتخلل بين التصور والاعتقاد وبين اهتزاز الشوق ارادة اخرى ففيه تعالى ايضا يترتب الافاضة على نفس علمه بالشئ وانه خير في نفسه من دون توسط شوق وهمامة وقصد واهتزاز فلما كان الاول تعالى اجل مبتهج بذاته لكون ذاته المعلومة لذاته اجمل من كل جميل وابهى من كل بهى وعلمه بغيره حضوري فضلا عن ذاته وهو اتم العلوم والعالم فوق كل ذى علم واتمية الابتهاج دايرة مدار هذه الثلثة ومبتهج باثاره بما هي اثاره لان من احب شيئا احب اثاره واذ ليس شئ ينافيه وينافره لكون الكل مقهورة تحت فيضه وناشئته من قلمه الاعلى كان ذلك الابتهاج بذاته وباثار ارادته الذاتية قال صدر المتألهين س الارادة رفيق الوجود والوجود في كل شيئ محبوب لذيذ فالزيادة عليه ايضا لذيذ فالكامل من جميع الوجوه محبوب لذاته ومريد لذاته بالذات ولما يتبع ذاته من الخيرات ________________________________________