[ 7 ] الاولى تكلم في المنير والانوار التى هي من صقع الفاعل وفى الثانية تكلم في المظلم والظلمات التى هي من ناحية القابل حتى يظهر للناقد البصير والمتوقد الخبير ان الملك لله تعالى والانوار من صقعه وانه نور كل نور وظهور كل ظهور والفعليات والكمالات كلها طوارى وعوارى للمواد وليس لها في ذواتها الا الفقر والامكان فان نسبة الشئ إلى فاعله بالوجوب والوجدان والى قابله بالامكان والفقدان فإذا اخذت المهيات والمواد بشرط لا ظهرت مقابحها ومساويها وان البقا والدوام لباريها وان الثبات والفعلية تعودان إلى عالم الربوبية وان الدنيا ونشأة الطبيعة داثرة فانية كما انها متجددة حادثة واتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه انما سمى الفلك فلكا تشبيها بفلكة المنعزل في الدوران وفى ان يكون له المنطقة والمحور والقطبان والفرس ايضا سموه آسمان تشبيها له بالرحى لان آس بلغتهم الرحى ومان كلمة التشبيه والله سبحانه اتقن صنع الفلك ذاتا وصفة اما الذات فلان مادته اقوى من المادة العنصرية حيث ان مادة الفلك مخالفة بالنوع لمادة العناصر بل المواد العشر للعوالم العشرة متخالفات بالنوع ونوع كل واحدة منها منحصر في شخص فالمادة العنصرية لضعفها مشتركة بين العناصر والمواليد تخلع صورة منها وتلبس اخرى والمادة الفلكية لقوتها تتأبى كل نوع منها عن قبول غير صورتها ولا تخلى سبيلها وصورته احكم الصور إذ لا تقبل الانقلاب والكون من شئ والفساد إلى شيئ وان قبل الوجود الاختراعي والفناء المحض والطمس الصرف كلشئ هالك الا وجهه والسموات مطويات بيمينه ولا تقبل القسر والتضاد لتفسد بحول الضد وطروه في موقع الضد الاخر ولذا لا شر ولا ضر هناك ولا تركيب فيها حتى تدخل تحت قاعدة كل مركب ينحل ونفوسه اشرف النفوس الارضية من حيث هي ارضية لان نفوس الافلاك ملائكة مشتاقون لقاء ربهم الاعلى ومن زمرة المدبرات امرا كما ان عقولها ملائكة مقربون عشاق الهيون ومن زمرة الصافات صفا فليس الباعثث على تحريك تلك النفوس امرا شهويا أو غضبيا كجلب ملايم بدنى أو دفع منافر بدنى لبرائتها عنهما فوجود الشهوة والغضب فيها معطل عبث ولا نفع السوافل بالذات إذ لا التفات للعالي إلى السافل بالذات فتحريكها لاجل امر عقلي عظيم الخطر جليل الشان وهو التخلق باخلاق الملائكة المقربين من العقول التسعة كما ان غرض النفوس القدسية الناطقة المستكملة الارضية في حركاتها العلمية والعملية هو التخلق باخلاق روح القدس من العقل العاشر والعقول لما كانت من صقع الربوبية واحكام السوائية ________________________________________