[ 6 ] إذا عرفت هذا فاعرف ان كل وجود له دلالة ذاتية بوضع الهى على جهة نورانية هي وجه الله فيه كما قال تعالى اينما تولوا فثم وجه الله وقال المتألهون كل موجود ذو وجهين وجه من ربه ووجه من نفسه فالدال جهته النفسية وللدلول جهته الربانية وتلك الجهة النورانية الربانية في عين كونها واحدة لها شئون غير متناهية وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وما نفدت كلمات الله والوجودات بما هي مضافات إلى المهيات كلماتها وتسبيحاتها وتمجيداتها وبما هي مضافات إلى الله تعالى كلماته وخطاباته المتعلقات باسماعها الثابتة كاعيانها وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه التسريح الارسال وتسريح الماشية اسامتها ومنه قوله ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم * واسمت سرح اللحظ حيث اساموا فتشبيه قطع الليل في النفس بقطع المواشى استعارة بالكناية واثبات التسريح لها استعارة تخييلية وفيه ايماء إلى مسخريتها لله تعالى وانها متحركة بتحريك الملائكة الموكلة بها التى هي ايدى عمالة لله تعالى كتسخر قطيع الغنم للراعي وايضا التسريح التطليق ومنه قوله تعالى أو تسريح باحسان وايضا حل الشعر وارساله ومنه اطلاق المسرح (كمنبهى) ؟ ؟ على المشط وح كان فيه تشبيه الليل بالشعر والقطعة بالكسر الطايفة من الشئ والمراد بقطع الليل ساعاته ودقايقه وثوانيه وهكذا لانه الكم المتصل الغير القار القابل للقسمة إلى غير النهاية واما القطع كما في قوله تعالى بقطع من الليل فهو مخصوص بظلمة اخر الليل أو بقطعة من اوله إلى ثلثه والظلم من اظلم بمعنى صار ذا ظلمة كما في قولهم اغد البعير أي صار ذا غدة والغياهب جمع الغيهب أي الظلمة والشديد السواد من الخيل واظلام الليل بمرور الشمس في قوس الليل ووقوع المخروط من ظل الارض فوق الارض والتلجلج التردد في الكلام لثقل لسان أو دهشة وخشية ومنه قولهم الحق ابلج والباطل لجلج أي الحق ظاهر والباطل غير مستقيم بل متردد ولجة البحر تردد امواجه ولجة الليل تردد ظلامه واضيف التلجلج إلى الليل لان (الاشباء فيه غير متخيرة) ؟ مثل كلام المتلجلج فكأنه الحيوان الا بكم والنهار هو الحيوان الناطق والباء في قوله (ع) بغياهب اما للمصاحبة متعلقة بسرح واما للسببية متعلقة يا لمظلم ويمكن على الاول جعل التلجلج من لجة البحر والغياهب الخيل الشديدة السواد تشبيها فيكون اوفق بالتسريح بمعنى الاسامة لمعات واشراقات لتاويل الظلمات التأويل ان يراد بقطع الليل المهيات المطلقة والمواد المختلفة بالنوع الفلكية والمادة العنصرية الاولي والمادة المجسمة الثانية انفسها وظلماتها امكاناتها الذاتية وامكاناتها الاستعدادية ففى الفقرة ________________________________________