[ 8 ] من المادة ولواحقها ولو كانت المادة بمعنى المتعلق فيها مستهلكة لانها قدرة الله ومشية الله وكالمعنى الحرفى بالنسبة إليه كانت النفوس الفلكية في الحقيقة عشاقا لله راجين لقائه متواجدين في عشق جماله وجلاله هذا بلسان ونساكا الهيين وعبادا ربانيين حول كعبة وصاله هذا بلسان اخر قال المعلم الثاني صلت السماء بدورانها والارض برجحانها والماء بسيلانه والمطر بهطلانه وقد يصلى له ولا يشعر ولذكر الله اكبر وفى كون الافلاك ذوات نفوس قولان احدهما ان لكل كرة في فلك نفسا وثانيهما ان النفس للفلك الكلى والافلاك الجزئية والكوكب فيه كالالات وما يق انه يستفاد من بعض الاخبار انه لا حيوة للافلاك وانها كالجمادات فليس كذلك ولو دل بظاهره لكان فيه اشارة إلى انها بمقتضى التوحيد حيوتها مستهلكة في حيوة الله تعالى كما ان ارادتها مستهلكة في ارادته وفعلها في فعله واحكام الظاهر غالبة على احكام المظهر بخلاف العنصريات فينعكس الحكم ههنا الا ان تشابه الفلك والملك فالحكم الحكم وكفى في ذلك قول سيد الساجدين وزين الموحدين على بن الحسين (ع) مخاطبا للهلال السلام عليك ايها الخلق المطيع الدائب في فلك التقدير ونعم ما قيل از ملك نه فلك چو كردانست ملك اندر تن فلك جانست * عرش وكرسي وجرمهاى كرات * كمترند از بهايم وحشرات خنفسا ومكس حمار قبان * همه با جان ومهرومه بيجان واما الصفة فلان حركته اتم الحركات واقدمها وادومها اما انها اتم فلان كل حركة هناك لا تقبل السرعة والبطوء والزيادة والنقصان كالدائرة بخلاف الخط المستقيم مثلا واما انها اقدم فلانها راسمة للزمان الذى لا يتقدم عليه شيئ تقدما زمانيا والسابق عليه هو الباري واسماؤه واما انها ادوم فلانها رابطة الحوادث إلى القديم فلا تنقطع الا إذا انقطع الفيض وفيض الله لا ينقطع وسيبه لا ينبت ونوره لا يأفل وقدرته لا تمل ولا تكل وان وضعه اجدى الاشياء نفعا واكثرها اثرا فان الله سبحانه جعل الامور الارضية منوطة بالاوضاع السماوية واوضاع ثوابته كل مع الاخر ادوم الاوضاع واثبتها وان شكله افضل الاشكال فان الشكل الكروي افضل الاشكال حيث انه ببساطته ووحدته يحاكى عالم الوحدة والبساطة وبعدم انتهاء سطحه حيث ان نهاية السطح هي الحظ ولا حظ بالفعل في الكرة يحاكى عدم نهاية علم الله وقدرته وكلماته وباستواء نسبة مركز الكرة إلى جميع اقطارها وكون كل موضع من محيطها وسطا يحاكى استواء نسبة الرحمن إلى الكل وايضا الشكل الكروي اصون عن الفساد ولذا كان الفاعلون بالصناعة إذا قصدوا صيانة مصنوعاتهم ________________________________________