[ 11 ] للذات معناه نفى وساطة الغير في الغائية بل ترتب العوايد والفوايد ذاتي لا يعلل كقولنا موجود بذاته ولذاته فاتبع الحجج ولا تقتف اللهج تهتد قويم النهج ولهذا قالت الاشاعرة افعال الله غير معللة بالاغراض ولكن بين قولنا وقولهم بون بعيد لانا نقول افعاله تعالى غير معللة بالغرض الزايد على ذاته بل الغرض الحقيقي نفس ذاته وهم قائلون بنفى الغرض والداعى مطلقا ولهذا هو تعالى عند المشائين فاعل بالعناية وعند الاشراقيين فاعل بالرضا وعند الصوفية فاعل بالتجلى وعند المتكلمين فاعل بالقصد يا مقيم الذى بعدله اقام السموات والارضين يا عظيم لما كان ظهور عظمة الفاعل بعظمة فعله نقول عظمة الفعل اما حسية واما معنوية اما الحسية فكما تشابد في السموات إذ قد تقرر في فن الابعاد والاجرام من الهيئة ان اعظم الثوابت المرصوذة بمقدار جرمه هاتان واثنان وعشرون مثل مقدار جرم الارض واصغرها مقدار جرمه ثلثة وعشرون مثل مقدار جرم الارض وان مقدار جرم الزحل من السيارات اثنان وثمانون مثل مقدار جرم الارض ومقدار المشترى ماة وثمانون مثل مقدار الارض وان مقدار المريخ ثلثة امثال مقدار الارض ومقدار جرم الشمس ثلثماة وستة وعشرون مثل مقدار جرم الارض وهكذا فيما لا نطيل بذكرها من السيارات والافلاك واحدس مقادير الثابتات الغير المرصودة التى لا يعلم عددها كمقاديرها الا هو واما العظمة المعنوية فكما في القلوب إذ في كل قلب جميع هذه الامور العظيمة من السموات والارضين بحيث لا تصادم ولا تزاحم فيها ولا يؤده حفظها بل كل قلب وما فيه في كل قلب فكلها في كلها والقلب للطافته وصفائه بحيث متى يتوجه إلى شيئ يتصور بصورته ويتهيئ بهيئته ويتزيئ بزيه فتصوراته جعله البيطى وتصديقاته جعله التركيبي وكل الصور منشأته كما في الحديث عن مولانا باقر العلوم (ع) كلما ميزتموه باوهامكم في ادق معانيه فهو مخلوق لكم مصنوع مثلكم مردود اليكم ولكن في الكليات على نمط اخر اعلى من الجزئيات ففى درك الكلى يحيط القلب بجيمع افراده الغير المحصورة التى في السلسلة الطولية والعرضية فالوجود والاشراق الذى ينبسط منه على ما ينشأه ويحيط به ويناله بوجه نظير الاشراق الفعلى الذى انبسط من الواجب تعالى على الموجودات فكما انه بذاته لا جوهر ولا عرض ولا عقل ________________________________________