(6) المعنى: اخبر الله تعالى أنه جعل أمة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) وسطا: أي سماها بذلك وحكم لها به. والوسط: العدل. وقيل الخيار، ومعناهما واحد: وقيل: انه مأخوذ من المكان الذي تعدل المسافة منه إلى اطرافه. وقيل: بل أخذ الوسط من التوسط بين المقصر والمغالي، فالحق معه (1). وقال مؤرج: اي وسط بين الناس وبين انبيائهم وقال زهير: هم وسط يرضى الانام بحكمهم * اذا نزلت احدى الليالي بمعظم (2) وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال: أمة وسطا: عدلا. وهو قول مجاهد، وقتادة، والربيع، وابن عباس، واكثر المفسرين. وقال صاحب العين: الوسط من الناس وغيرهم، ومن كل شئ أعدله، وافضله وقيل الواسط والوسط بمعنى واحد، كما قيل يابس ويبس بمعنى واحد. قال تعالى " في البحر يبسا " (3) والوسط - بتسكين السين - الموضع. والوسط - بالتحريك - لما بين طرفي كل شئ، ويسمى واسط الرحل بين القادمة والاخرة، وكذلك واسطة القلادة. واصل الباب الوسط: العدل وقولهم فلان من اوسطهم نسبا: اي تكلله الشرف من نواحيه. الاعراب: واللام الاولى في قوله: " لتكونوا شهداء على الناس " لام كي، كأنه قال كي تكونوا، واصلها لام الاضافة. واللام في قوله: " وان كانت لكبيرة " لام تأكيد، وهي تلزم أن المخففة من الثقيلة، لئلا تلبس بأن التي بمعنى ما، كقوله تعالى: ــــــــــــــــــــــ (1) الضمير راجع إلى الوسط اي الحق مع الوسط لانه ليس بالمقصر ولا بالمغالي. (2) ديوانه 2: 27 وروايته. لحي حلال يعصم الناس أمرهم * اذا طرقت احدى الليالي بمعظم وفي تفسير الطبري وبعض المصادر الاخرى كما هو مثبت في المتن. (3) سورة طه: آية 77.