(5) قتادة صلت الانصار نحو بيت المقدس حولين قبل قدوم النبي (صلى الله عليه وآله) وصلى النبي (صلى الله عليه وآله) بعد قدومه المدينة ستة عشر شهرا ثم وجهه الله إلى الكعبة. ولاخلاف ان التوجه إلى بيت المقدس قبل النسخ كان فرضا واجبا. ثم اختلفوا فقال الربيع: كان ذلك على وجه التخيير، خير الله نبيه بين ان يتوجه إلى بيت المقدس وبين غيرها. وقال ابن عباس وأكثر المفسرين كان ذلك فرضا معنيا - وهو الاقوى -، لقوله: " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها " فبين انه جعلها قبلة، وظاهر ذلك انه معين، لانه لادليل على التخيير، على انه لو ثبت انه كان مخيرا لما خرج من ان يكون فرضا، كما ان الغرض ان يصلى الصلاة في الوقت ثم هو مخير بين أوله وأوسطه وآخر. وقوله: " والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " معنا: يهديهم إلى الدين المستقيم الذي يؤديهم إلى الجنة، فلذلك سماه صراطا كما يؤدي الطريق إلى المقصد. قوله تعالى: " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم " (143) آية بلا خلاف. القراءة: قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم " لرؤوف " على وزن لرعوف. الباقون " لرؤف " على وزن (فعل).