(512) في الارض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون (126) آية بلا خلاف. قرأ أهل الحجاز " سنقتل أبناءهم " بالتخفيف. الباقون بالتثقيل، فمن ثقل ذهب إلى التكثير، ومن خفف، فلاحتماله التكثير والتقليل. في هذه الاية إخبار عن إنكار قوم فرعون وأشرافهم ورؤسائهم على فرعون تركه موسى وقومه ليفسدوا في الارض على اعتقادهم، وإنما أنكروا على فرعون ذلك مع عبادتهم له، لانه جرى على خلاف عادة الملوك في السطوة بمن خالف عليهم وشق العصا في ملكهم. وكان ذلك بلطف من الله تعالى وحسن دفاعه عن موسى. وعنوا بالافساد في الارض دعاء الخلق إلى مخالفة فرعون في عبادته وتجهيله إياه في ديانته لما يتفق عليه من ذلك ممالاقبل له به مما فيه انتقاض أمره وبطلان ملكه. وقوله تعالى " ويذرك وآلهتك " معناه قال الحسن: إنه كان يعبد الاصنام، فعلى هذاكان يعبد ويعبد، كما حكى الله تعالى عنه من قوله " أنا ربكم الاعلى " 2) وقال السدي: كان يعبد مايستحسن من البقر، وعلى ذلك أخرج السامري " عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى " (3) وقال الزجاج: إنماكانت له أصنام يعبدها قومه تقربا اليه. وقرأ ابن عباس " ويذرك وإلهتك " بمعنى وعبادتك. وقال كان فرعون يعبد ولايعبد، وقال بعضهم (إلاهتك) إنما هو تأنيث إله وجمعه آلهتك كما قال الشاعر، وهو عتيبة بن شهاب اليربوعي. تروحنا من اللعباء قصرا * فأعجلنا الاهة ان تؤوبا (5) ـــــــــــــــــــــــ (2) سورة 79 سورة النازعات آية 24. (3) سورة 20 طه آية 88. (5) انظر إلى معجم ما استعجم: 110، ومعجم البلدان (اللعباء) ولسان العرب " لعب " " أله " وتفسير الطبري 13 / 40 وغيرها. و " اللعباء "