(7) له طريق إلى أن يعلم صحة ماكذب به. و " الجحيم " النار الشديدة الايقاد وهو إسم من أسماء جهنم ويقال: جحم فلان النار اذا شدد ايقادها، ويقال أيضا لعين الاسد: جحمة لشدة ايقادها، ويقال ذلك للحرب أيضا قال الشاعر: والحرب لاتبقى لجا * حمها التخيل والمراح إلا الفتى الصبار في النج * دات والفرس الوقاح (1) قوله تعالى: ياايها الذين امنوا لاتحرموا طيبات ماأحل الله لكم ولاتعتدوا إن الله لايحب المعتدين (90) آية بلاخلاف. هذا خطاب للؤمنين خاصة نهاهم الله أن يحرموا طيبات ماأحل الله لهم. والتحريم هو العقد على مالايجوز فعله للعبد، والتحليل حل ذلك العقد، وذلك كتحريم السبت بالعقد على أهله، فلايجوز لهم العمل فيه، وتحليله تحليل ذلك العقد بأنه يجوز لهم الان العمل فيه. والطيبات اللذيذات التي تشتهيها النفوس وتميل اليها القلوب. ويقال: طيب بمعنى حلال. وتقول: يطيب له كذا أي يحل له، ولايليق ذلك بهذا الموضوع، لانه لايقال: لاتحرموا حلال ماأحل الله لكم. والذي اقتضى ذكر النهي عن تحريم الطيبات - على ماقال ابن عباس ومجاهد وأبومالك وقتادة وابراهيم - حال الرهبان الذين حرموا على أنفسهم المطاعم الطيبة والمشارب اللذيذة وحبسوا أنفسهم في الصوامع وساحوا في الارض، وحرموا النساء، فهم قوم من الصحابة أن يفعلوا مثل ذلك، فنهاهم الله عن ذلك. وقال أبوعلي: نهوا أن يحرموا الحلال من الرزق بما يخلطه من الغصب. واختار الرماني الوجه الاول، لان أكثر المفسرين عليه. ـــــــــــــــــــــــ (1) انظر 2: 438 من هذا الكتاب.