(6) وكنت مغتبط النفس لهذا التوجه، مطمئن الضمير لصحة المنطلق، أجيل فكراً نابضاً في إستقراء المجهول، وأقدم عرضاً متواضعاً في ضوء ما أحسن، ومن خلال هذه المناظرات والطرح المعاصر لفكر القرآن، تولدت جملة من الأفكار الصالحة التي يفيد منها الراهب في صومعته، والمفكّر في مكتبته، والمثقف في جامعته، والجمهور في حدود معرفته، وإستحضرت لذلك المؤتمرات العلمية والندوات المتخصصة، فكانت ميداناً متسعاً لهذه الأفكار تقابلها بالرضا حيناً، وبالمناقشة الحرّة حيناً آخر، وقد تسجل بأجهزة الاعلام، وقد تصوّر كاملة بأشرطة الفيديو، فكانت هذا الكتاب. هذا الكتاب عبارة عن محاضرات علمية في نظرات معاصرة للقرآن الكريم، ألقيت في المؤتمرات والندوات المتخصصة، وهي خاضعة للردّ والقبول والنقاش، ولكنها بأية حال صورة عما أفهم، وأطروحة لما أؤمن به، ليس فيها تنطعّ المتزمتين، ولا إغلاق المتفلسفين، جاءت كما هي عليه تعبيراً واضحاً مفهوماً بمنأى عن الالتواء والتعنت، وكانت حصة هذا الكتاب منها سبع محاضرات، ودّونت بعد عنوانها مكان وزمان إلغائها، وهي كالآتي: 1 ـ ملامح الإعجاز في القرآن العظيم. 2 ـ البعد العالمي في القرآن. 3 ـ مدرسة الكوفة في تفسير القرآن العظيم. 4 ـ أثر القرآن الكريم في الحفاظ على أصالة اللغة العربية. 5 ـ الأسلوب النفسي لمكافحة الجريمة في القرآن الكريم. 6 ـ تحريم الخمر في القرآن الكريم. 7 ـ مسيرة الكائن الإنساني ورسالة السماء في القرآن العظيم. وقد أسميتها مجتمعة " نظرات معاصرة في القرآن الكريم " أرجو أن يلتمس بها القارئ شيئاً جديداً، وأن يتطلع لها الشباب بأفق متفتح، وأن يفيد منها الباحث الموضوعي، عسى أن تكون لنا ذخراً يوم الدين، نعدّ فيه