[384] الصلاة ذات صفة اجتماعية واداؤها فرادى يُعد صيغة فرعية. وقد اُعطيت الحياة الاجتماعية اهميةً بالغةً في الاسلام بحيث اُعتُبرَ كلُ ما يؤدي إلى الاختلاف والتفرقة (كالحسد، قول الزور، والغيبة، والنفاق و. . .) من الذنوب الكبيرة، وكلُّ ما يؤدي إلى السَّلام والوئام والاصلاح بين الناس جزءاً من افضل العبادات. 3 ـ انَّ تحقيق الحياة الاجتماعية للبشر ليس امراً بسيطاً، لأنه يحتاج إلى توزيع القابليات والقدرات العقلية والجسمية المختلفة، وتخطيط دقيق، وتوزيع للاعمال، إلى التنسيق والتآلف بين القلوب، وطبقاً للتعبير الذي ورد في تفسير الآيات فانَّ البشر كمواد البناء ـ الطابوق والصخور والقطع المختلفةـ التي إذا لم تكن فيما بينها وسيلة للربط والالتحام لم يتشيَّد منها بناءٌ شامخٌ، وهنا جاءت يد القدرة الإلهية لمساعدة الإنسان، ووضعت الخطة الدقيقة الرامية إلى تأليف القلوب، وتوزيع القابليات العقلية والجسمية، وانواع الاذواق والفنون، ورفَدت الإنسان بالمواهب العظيمة التي لن تدور عجلة الحياة الاجتماعية للبشر بدونها ابداً، ويُعبَّر عن مجموع هذه الامور احياناً بـ "روح المجتمع" والاّ فاننا نعلمُ أن ليس للمجتمع روح خاصةً غير ما ذُكر. من يا ترى أوْجَد هذه الروح الاجتماعية بكل ما فيها من مواصفات من اجل دفع الإنسان نحو التكامل؟ فهل تستطيع الطبيعة العمياء الصمّاء التي لا عقل ولا شعور لها أنْ تُوجدَ هذا التخطيط، وهذه المودَة والرحمة، وهذه السكينة والاطمئنان، ونطفة الامشاج، وهذا التعارف العام، وهذا التآلف بين القلوب؟!لهذا تَعتبرُ الآياتُ المذكورة هذه الامور من آيات عظمةِ وعلمِ وقدرة الله تعالى. ونختتم هذا الكلام بالحديث الذي ورد عن النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فيما يخص اهتمام الاسلام بالروح الاجتماعية للبشر، إذ يقول ((صلى الله عليه وآله وسلم)):إنَّ المُسْلِمَ إذا لَقيَ أخاهُ المسلمَ فاخذَ بيَدهِ تحاتت عَنْهُما ذُنوبُهما كَما تَتَحاتُ الوَرقُ عن الشَجَرةِ اليابسةِ في يومِ ريح عاصف و "لا يفترقان" إلاّ غُفِرَ لَهما ذنوبُهما ولَو