[385] كان مثلَ زَبَد البحار!(1). . كلمة الختام: من مجموع ما جاء في بحوث هذا الكتاب المختلفة تتضح هذه الحقيقة بجلاء وهي انَّ المعشوقَ يتجلّى من كلِّ باب وجدار، وافاض بانواره على كلِّ موجودات الدنيا، ورسمَ اسماءَه وصفاتهِ على جبين كلِّ الكائنات. فقد تجلّى بمائةِ الف من الانوار، كي نراه بمائة الف من الابصار، وهو قد اضاءَ شمساً في قلبِ كلِّ ذرة، واظهرَ آثار علمهِ وقدرتهِ في السماء والارض. وقد وُصِفَ في آيات القرآن بهذا الطريق وأحصى آياتهِ في الآفاق والانفس. فتكفي عينان، واذنان، وقلبٌ يقظٌ كي يرى المرءُ هذه الانوار، وان يسمع انغام التوحيد، وان يدعو خيرَ المحسنين إلى القلب، ويستضيفه في هذه الخلوةِ الانيسة، وهذا العرش العظيم، ويخاطبه في جذبة روحية ويترنم بما يلي من الاشعار:لَبَّيكَ يا عالماً سرّي وَنَجوائي ***** لَبّيكَ لَبّيك يا فَقْرى وَمُغْنائي أدعوكَ بَلْ أَنْتَ تَدُعُوني فَهَلْ ***** نَاجَيَتَ إياكَ أو ناجَيْتَ إيائي حُبّي لِمَولايَ أضناني وأسْقَمَني ***** فَكَيفَ أشكوا إلى مَوْلايَ مَوْلائي يا وَيْحَ رُوحي مِنْ روحي ويا أسَفي ***** عليَّ منّي فإني أصل بَلْوائي(2) الهي! املأ قلوبَنا من حبكِ ومعرفتكَ والايمان بك. ربّنا! أفِضْ علينا نحن العطاشى من كؤوس معرفتك واجعلنا سكارى إلى الأبد في جذبة روحية من جذباتك. يا مولاي! من الصعب طيُّ طريق معرفة ذاتك المقدسة إلاّ بلطفك ورعايتك وتوفيقك، فاجعلنا مشمولين برعايتك وفضلكَ وتوفيقك. آمين يا رب العالمين ختام الجزء الثاني من نفحات القرآن 11 / 4 / 1367 الموافق لـ 17 ذي القعدة 1408 ــــــــــــــــــــــــــــ. (1) "الطبراني" (بناء على نقل تفسير في ظلال القرآن ج 4 ص 57). (2) روضات الجنان ج 3 ص 148، الشعر لحسين بن منصور الحلاج.