[7] النوع الآخر من التفسير هو "التفسير العام" أو"الرؤية الكونية للقرآن" وهنا يتناول المفسّر جميع مضمون القرآن فيما يتعلق بعالم الوجود، وبتعبير أكثر وضوحاً: يربط كتاب "التكوين" مع كتاب "التدوين" وينظر إليهما معاً، ويفسّرهما من حيث ارتباطها ببعضها. وعليه يُلاحظُ اجمالاً بأنَّ هناك خمسة انماط من تفسير القرآن: 1 ـ تفسير مفردات القرآن. 2 ـ التفسير الترتيبي 3 ـ التفسير الموضوعي. 4 ـ التفسير الارتباطي. 5 ـ التفسير العام، أو النظرة الكونية للقرآن. والمشهور بيننا من بين هذه الأنواع الخمسة هو النوع الأوّل والثّاني، وإلى حد ما النوع الثالث، أي أنّ التفسير الموضوعي لا زال يسير في مراحله الأولية، على أمل أن يقطع مراحله التكاملية تدريجياً من خلال الإهتمام الذي أولاه علماء الاسلام به مؤخراً ومن خلال المزيد من الجد والمثابرة، وأن يحتل مكانه اللائق من المستقبل القريب. أمّا النوع الرابع والخامس من تفسير القرآم فلم يحظيان باهتمام المففسّرين بعد، وهذا العمل يقع على عاتق الجيل الحاضر واجيال المستقبل بأن يتطرقوا إليه بعد تكامل التفسير الموضوعي بما فيه المفاية، ويقولون بؤداء حقّهِ بالمقدار الممكن. ما هو التفسير الموضوعي؟ قبل الاجابة على هذا السؤال لابدّ من طرح سؤال آخر وهو: لماذا لم يُجمع القرآن باسلوب موضوعي بحيث يشبه الكتب المتداولة؟ بل أنّه يختلف معها جميعاً. والجواب هو: إنّ المؤلف أو المؤلفين يأخذون بنظر الاعتبار مختلف المواضيع المتشابهة في بوتقة واحدة من أجل اعداد الكتب المتداولة، فمثلاً في