[6] إلى تفسير "مفردات القرآن" أي أنّه يبحث كلمات القرآن كلُّ على حدة وبالتسلسل على نحو الفباء على هيئة مُعْجم، ومن أبرز نماذج ذلك كتاب "مفردات الراغب" و"وجوه القرآن" و"تفسير غريب القرآن" للطريحي، وأخيراً كتاب "التحقيق في كلمات القرآن الكريم" و"نثر طوبى أو دائرة معارف القرآن الكريم". بينما توجد هنالك أنواع اُخرى من تفسير القرآن منها "التفسير الموضوعي" الذي يحقق ويبحث آيات القرآن الكريم على اساس مختلف المواضيع المتعلقة باصول الاسلام وفروعه والقضايا الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والأخلاقية. والنوع الآخر من التفسير الذي نطلق عليه "التفسير االإرتباطي" أو التسلسلي، حيث نتناول فيه مواضيع القرآن المختلفة من حيث ارتباطها ببعضها. فعلى سبيل المثال، بعد بحث موضوع "الإيمان"، و"التقوى" و"العمل الصالح" كلٌّ على حدة في التفسير الموضوعي يُتطرّق إلى التفسير هذه المواضيع الثلاث من حيث ارتباطها ببعضها من خلال الإعتماد على الآيات والملاحظات الواردة في ذلك ويوضّح علاقتها ببعضها، ومن المسلَّم به أنّ حقائق جديدة سوف تنكشف لنا عن كيفية ارتباط هذه المواضيع ببعضها تكون بالغة القيمة والفائدة. نحن نعلم أنّ الاسلوب الصحيح في دراسته كتاب "التكوين" أي عالم الخلق وكائنات عالم الوجود هو في مطالعتها من حيث ارتباطها مع بعضها، ففي الحقيقة عن أنّ الشمس والقمر والارض والانسان والمجتمعات البشرية هي مواضيع لا تنفصل عن بعض وهي تشكِّل في مجموعها كياناً واحداً متلازماً، والاسلوب الصائب في دراستها هو أنّ نبحثها من حيث ارتباطها مع بعضها. وهكذا الأمر في كتاب "التدوين" أي القرآن الكريم، فهنالك علاقات دقيقة ولطيفة فيما بين مواضيع القرآن الكريم، ولابدّ من تفسيرها من حيث ارتباطها مع بعضها.