( 36 ) يوم القيامة حسرةً وندامةً"(1). وقوله صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم في جواب من سأله عن الإمارة، فقال: "إنّها أمانة وإنّها يوم القيامة حسرةً وندامةً; إلاّ من أخذها بحقّها وأدّى الذي عليه فيها" (2). وقوله صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم: "لعمل الإمام العادل في رعيّته يوماً واحداً أفضل من عبادة العابد في أهله مائة عام" (3). ولمّا دخل "سعد"على "سلمان" عندما كان حاكماً في المدائن، يعوده في مرضه، قال له سعد: "اعهد علينا أبا عبد اللّه عهداً نأخد به". فقال: "اذكر اللّه عند همّك إذا هممت، وعند يدك إذا قسمت، وعند حكمك إذا حكمت"(4). وهذه صورة عن التربية الإسلامية التي ربّى بها الرسول الأكرم صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم أصحابه وأتباعه. فهو ربّاهم على; أن يذكروا اللّه عند العزم على كلّ شيء، وعند القسمة، والحكم. ثمّ هاهو رسول اللّهصلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم يتحدّث عن مسؤولية الحاكم; اتّجاه الاُمّة الإسلاميّة التي يأخذ بزمام حكمها فيقول: "كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته. فالأمير الذي على النّاس; راع عليهم وهو مسؤول عنهم. والرّجل; راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم. وامرأة الرّجل; راعية على بيت زوجها، وولدها وهي مسؤولة عنهم ألا فكلّكم راع، وكلّكم مسؤول عن رعيّته"(5). كما يمكن أن تستجلى ملامح الحكومة الإسلاميّة وصفات الحاكم الإسلاميّ من قول الإمام عليّ ـ عليه السلام ـ الذي يرسم لنا ما على الحاكم الإسلاميّ; اتّجاه الشعب، وما ــــــــــــــــــــــــــــ 1- كتاب الأموال للحافظ أبي عبيد سلام بن القاسم المتوفّى عام 225 هـ :10. 2- الأموال:10ـ13ـ13ـ1. 3- الأموال:10ـ13ـ13ـ1. 4- الأموال:10ـ13ـ13ـ1. 5- الأموال:10ـ13ـ13ـ1.