( 35 ) فالمسؤوليّات الملقاة على عاتق الحاكم في الإسلام عبارة عن: 1ـ إقامة الصلاة، وتوثيق عرى المجتمع الإسلاميّ بربّه الذي فيه كلّ الخير. 2ـ إيتاء الزكاة الذي فيه تنظيم اقتصاده ومعاشه. 3ـ الأمر بالمعروف، وإشاعة الخير والصلاح في المجتمع. 4ـ النهي عن المنكر، ومكافحة كلّ ألوان الفساد والانحراف، والظلم والزور. ومن المعلوم; أنّ حكومةً كهذه، توفّر للاّئقين والصالحين وذوي القابليات والمواهب فرصاً مناسبةً لإبراز مواهبهم، وتهيّىء الظروف المساعدة لتنمية استعداداتهم العلميّة والفكريّة، في جميع المجالات الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّةوتدفعها في طريق التقدُّم والازدهار. فإذا كانت هذه الحكومة التي ينشدها الإسلام ويدعو النّاس كافّة إلى إقامتها فأيُّ شيء يبرّر الخوف والاستيحاش منها ؟ ولماذا يخشى البعض من إقامتها وهي أجدر الحكومات بإسعاد الشعوب، وإصلاح أمرها، وضمان مصالحها، وحماية حقوقها وكرامتها على أحسن وجه ؟ وسيوافيك بعض الآيات الاخرى في المباحث الآتية. وأمّا ما يصور لنا ملامح الحكومة الإسلاميّة من الأخبار والأحاديث; فقول الرسول الأكرم محمّد صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم: "لا تصلح الإمامة إلا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي اللّه. و حلم يملك به غضبه وحسن الولاية على من يلي حتّى يكون لهم كالوالد الرّحيم"(1). وقولهصلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم في ردّ من قال: بئس الشّيءالإمارة، فقال النبي صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم: "نعم الشّيء الإمارة لمن أخذها بحلّها وحقّها، وبئس الشّيء الامارة لمن أخذها بغير حقّها وحلّها تكون عليه ــــــــــــــــــــــــــــ 1- الكافي 1:407.