( 636 ) ولأجل ذلك نجد القرآن الكريم يطرح مسألة الطاعة للّه وحده مشعراً بانحصارها فيه، إذ قال: (فَاتَّقُوا اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لأنْفُسِكُمْ).(1) وتقرب من ذلك الآية التالية حيث تمدح فريقاً من المؤمنين بأنّهم يسمعون أوامر اللّه ويطيعونها مشعرة بانحصار الطاعة فيه سبحانه إذ تقول: (وَقَالُوا سَمِعْنَا وََأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).(2) وفي آية ثالثة تصرح بأنّ النبي لا يُطاع إلاّ بإذنه سبحانه : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ).(3) فهذه الآية تفيد ـ بوضوح ـ أنّ طاعة النبي فرع لطاعة اللّه، وأنّها في طول طاعته تعالى وليس في عرضها ومصافها، بمعنى أنّها ليست واجبة بذاتها وأنّ النبي ليس مطاعاً بذاته، فلو لم يأمر بها لما وجبت طاعته ولما كان مطاعاً. وفي آية رابعة تعد طاعة النبي طاعة اللّه نفسه، إذ تقول: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهُ).(4) فإذا كان هذا حال النبي فحال غيره أوضح، فتلخص أنّه ليس هناك من تجب طاعته بالذات إلاّ اللّه سبحانه وأمّا إطاعة غيره فإنّما تجب بأمر من تجب طاعته بالذات. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 . التغابن: 16. 2 . البقرة: 285. 3 . النساء: 64. 4 . النساء: 80.