( 605 ) "الناس أمام الحق سواء".(1). ففي الأنظمة الطاغوتية نجد الأُمراء والحكام والملوك وحواشيهم ومن يدور في فلكهم، يعفون أنفسهم من الضرائب والرسوم، وكأنّهم بحاجة إلى الشفقة والعطف والمعونة ـ رغم امتلاكهم لأضخم الثروات ـ في حين يتحتم على أفراد الشعب حتى الضعفاء أن يتحملوا تلك الرسوم الثقيلة والضرائب الباهظة، لا على الحاجات المهمة فقط، بل حتى على الإبرة والخيط التي يستوردونها من الخارج ليكسوا عريهم، ويقوا أبدانهم برد الشتاء، وحر الصيف. هذه هي خصائص النظم الطاغوتية، وهي تماماً على العكس من النظام الإسلامي التوحيدي الذي لا يقرّ أيَّ امتياز لأحد على آخر، أو لطبقة على أُخرى، ولا يعمل إلاّ بميزان العدل والمساواة. ومن الطبيعي أنّ هذه العدالة والمساواة في النظام الإسلامي ليستا ناشئتين إلاّ من تنزّه المشرّع (أي اللّه)عن الهوى والنفعية وحب الذات التي يخضع لها مشرّعو القوانين والنظم البشرية. الآيات الدالّة على التوحيد في التقنين إنّ الآيات التي تعتبر حق التقنين خاصّاً باللّه تعالى، والتي لا تأذن لأحد بأن يتعرّض لهذا المقام، كائناً من كان، تقع على أصناف، إليك بيانها: الصنّف الأوّل تدل الآيتان التاليتان على أنّه لا يحق لأحد غير اللّه أن يسن القوانين، معلّلة ــــــــــــــــــــــــــــ 1 . حديث مشهور .