( 37 ) الحفريات ـ كانوا أصحاب دين، ومتدينين، بدليل أنَّهم كانوا يدفنون موتاهم ضمن طقوس ومراسيم خاصة وكانوا يدفنون معهم أدوات عملهم، وبهذا الطريق كانوا يثبتون اعتقادهم بوجود عالم آخر، وراء هذا العالم.(1) انّ ذلك الفريق من البشر وان كان يعيش في عصر لم يتم فيه اختراع "الخط" بعد، ولكنه مع ذلك كان الالتفات إلى الدين الذي يلازم بالضرورة "التوجه إلى الميتافيزيقيا" جزء من حياته. وفي موضع آخر يطرح "ويل دورانت" السؤال التالي ويقول: ما أساس هذه التقوى التي لا يمحوها شيء من صدر الإنسان ؟(2) ثم يجيب هو بنفسه على هذا السؤال في موضع آخر من الصفحات التالية بنحو ما إذ يقول: إنّ الكاهن لم يخلق الدين خلقاً لكن استخدمه لأغراضه كما يستخدم السياسي دوافع الإنسان الفطرية وغرائزه، فلم تنشأ العقيدة الدينية عن تلفيقات أو ألاعيب كهنوتية إنّما نشأت عن فطرة الإنسان.(3) وقد يقال: لو كان للدين والتدين جذور عميقة في فطرة الإنسان وأعماق وجدانه، إذن فلماذا خاض أصحاب الأديان كل تلك الحروف طوال التاريخ البشري من أجل إقرار الدين في مجتمعاتهم. وجواب هذا واضح، فإنّه لم يكن هناك خلاف في أصل "وجود اللّه" 1 . كتاب "جامعه شناسي": 192. 2 . قصة الحضارة: 1/99. 3 . المصدر نفسه.