( 33 ) فالإنسان يريد دائماً أن يعرف: من أين جاء؟؟ ولماذا جاء؟؟ وإلى أين يذهب؟؟ ولكنَّ الفكر الماركسي يلوذ بالصمت تجاه هذه الأسئلة المحرجة، ويعجز ـ تماماً ـ عن الإجابة عليها. ومن المعلوم أنّ الإنسان ما لم يحصل على إجابات مقنعة على أسئلته حول علة خلقه و الهدف منه و الغاية التي تنتظره فإنّه لن تنحل عنده بقية مسائل الحياة بصورة جدية وقطعية. وكيف ـ ترى ـ يمكن أن تنحل هذه المشاكل ويتضح جواب هذه التساؤلات والماركسية تعتبر الكون ككتاب مندرس سقط أوّله وآخره فلا أوّل له ولا آخر ولا مبدأ ولا منتهى حيث إنّها لا تعترف بالمبدأ الأوّل ولا تقرّ به ولا تعرفه كما لا تعرف الغاية من الخلق ولا تقرّ بها ولا تعترف . من هنا يعتقد المفكرون المتحررون و اقعيو النظرة في العالم، اليوم بأنّ على البشرية أن تعود إلى أحضان الدين، وأنّ المعتقدات والتعاليم الدينية يجب أن تؤخذ في الحسبان على أنّها جانب أساسي في حياة الإنسان وأنّ أي مبدأ وآيديولوجية تريد أن تشغل الإنسان بالطبيعة فقط متجاهلة ما وراء الطبيعة فإنّها ستكون محكومة بالفشل وسيكون م آلها إلى السقوط في وجه المشاكل العويصة والطرق المسدودة التي تعترض سبيلها، وسبيل كل فكرة وعقيدة. وصفوة القول هو ما قاله العالم المعروف: "جان ديورث":