( 14 ) "عين" القدرة، لا أن حقيقة العلم في الذات الإلهية شيء، وحقيقة القدرة شيء آخر، بل كل واحدة منهما "عين" الأُخرى، وكلتاهما "عين" الذات المقدسة. ولتقريب المعنى المذكور نلفت نظر القارئ الكريم إلى المثال التالي فنقول: من الواضح أنّ كل واحد منّا "معلوم" للّه، كما أنّه "مخلوق" للّه في نفس الوقت. صحيح أنّ مفهوم "المعلومية" غير مفهوم "المخلوقية" في مقام الاعتبار الذهني وعند التحليل العقلي البحت، ولكنَّهما في مقام التطبيق الخارجي واحد، فإنّ وجودنا بأسره معلوم للّه، كما أنّ وجودنا بأسره مخلوق للّه في نفس الوقت .. هكذا وجود واحد باعتبارين. فهما (أي المعلومية والمخلوقية) المتصف بهما وجودنا ليسا في مقام المصداق الخارجي إلاّ "عين" الأُخرى، وهما "عين" ذاتنا، لا أنّ قسماً من ذاتنا هو المعلوم للّه والقسم الآخر هو المخلوق له تعالى، بل كل ذاتنا بأسره مخلوق ومعلوم للّه في آن واحد. 3. التوحيد في الأفعال نحن نعلم أنّ هناك في عالم الطبيعة سلسلة من العلل والأسباب الطبيعية لها آثار خاصة كـ : الشمس والإشراق الذي هو أثرها ومعلولها، والنار والإحراق الذي هو أثرها ومعلولها، والسيف والقطع الذي هو أثره ومعلوله.