( 26 ) بل يتمثل في إسناد تدبير بعض جوانب الكون، و شوَون العالم إلى الملائكة و الجنّ والاَرواح المقدسة، أو الاَجرام السماوية، وإن لم نعثر ـ إلى الآن ـ على من يعزي تدبير "كل" جوانب الكون إلى غير اللّه، و لكن مسألة الشرك في الربوبية تمثلت في الاَغلبشبه تدبير "بعض" الاَُمور الكونية إلى بعض خيار العباد وبعض المخلوقات. خاتمة المطاف إذا تعرّفت على مفهوم "الاِله" و "الرب" فاعلم إنّللتوحيد مراتب قد بيّنها علماء الاِسلام في كتبهم العقائدية و برهنوا عليها من الكتاب والسنة والعقل الصريح، و بما أنّبحثنا في الاَمر الثالث مركّز على التوحيد في العبادة والشرك فيها، نذكر مراتب التوحيد بايجاز ، ثمّنتكلم عن القسم الاَخير بالتفصيل، و في فصل خاص. فنقول: للتوحيد مراتبَ عديدة وهي: الاَُولى: التوحيد في الذات والمراد منه أنّه سبحانه واحد لا نظير له، فرد لا مثيل له، و يدلّ عليه مضافاً إلى البراهين العقلية قوله سبحانه:"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصير" (الشورى|11). وقوله سبحانه: "قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ*وَلَمْ يُولَد* وَ لَمْ يَكُن ْلَه كُفواً أَحَد" (الاخلاص|1ـ4). وقوله سبحانه:"هُوَ اللّهُ الواحِدُ القَهّارُ" ( الزمر|4). وقوله سبحانه:"وَهُوَ الواحِدُ القَهّارُ"(الرعد|16). إلى غيرها من الآيات الدالة على أنّه واحد لا نظير له، و لا مثيل ولا ثانٍ له و لا عديل.