( 27 ) وأمّا البراهين العقلية في هذا المجال و إبطال (الثنوية) و (التثليث) فموكول إلى الكتب المدونة في هذا المضمار. إنّهناك معنى آخر للتوحيد في الذات وهو انّه سبحانه بسيط لا جزء له، فرد ليس بمركب من أجزاء، و لعلّقوله سبحانه: "في سورة الاِخلاص" "قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَد" يعني هذا القسم من التوحيد كما أنّ الآية الاَخيرة أعني قوله: "وَ لَمْ يَكُنْ لَه كُفواً أَحَد" تهدف إلى معنى التوحيد في الذات بالمعنى الاَوّل، وبهذا يندفع إشكال التكرار فيها. *** الثانية: التوحيد في الخالقية والمراد منه أنّه ليس في صفحة الوجود خالق غير اللّه، ولا فاعل سواه، و أنّكلّ ما يوجد في صفحة الوجود من فواعل و أسباب فإنّما هي غير مستقلات في التأثيرات و إنّما توَثر بإذنه سبحانه وأمره، فجميع الاَسباب والمسببات مخلوقة للّه بمعنى أنّها تنتهي إليه. و يدل على التوحيد بهذا المعنى "قُلِ اللّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ القَهّار " (الرعد|16). و قوله سبحانه: "اللّهُ خالِقُ كُلّ شَيٍءٍ وَهُوَ عَلى كلِّ شيّءٍ وَكيل" (الزمر|62). وقوله سبحانه: "ذلِكُمُ اللّهُ ربّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إلهَ إِلاّ هُوَ" (الموَمن|62) .(1) ____________ (1) ولاحظ في هذا الموضوع سور الاَنعام 101و 102 ، الحشر|14، فاطر |3، و الاَعراف|54.