(42) كما في دعاء الجوشن الكبير، على ما يأتي ذكره، هي الأسماء الحسنة، وكل اسم الله حَسَنٌ على حد تعبير دعاء السحر المروي في ليالي شهر رمضان أوله: " اللهم إني أسألك من بهائك بأبهاه، وكل بهائك بهي، اللهم إني أسألك ببهائك كله... " وهو من دعاء أبي جعفر الباقر (عليه السلام) رواه ابن طاووس في كتابه (1). قال السيد الطباطبائي بعد ذكر الرواية الثالثة: والرواية من غرر الروايات، تشير إلى مسألة هي أبعد سمكاً من مستوى الأبحاث العامة والأفهام المتعارفة (2).. أقول: وقد تعرضنا لنقلها وشرحها في كتابنا: " الأسم الأعظم.. " (3). وهي من غوامض الأحاديث، وليس الوصول إلى مرمى كلامه (عليه السلام) فيه هيناً؛ لأن قوله، روحي فداه؛ " خلق اسماً بالحروف " إلى قوله: " فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معاً ليس منها واحد قبل الآخر، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها، وحجب واحداً منها وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة التي أظهرت " إلى آخره، لا نعرف منه إلا عدداً مما ذكره (عليه السلام) من الأسماء الأربعة المحجوب منها واحد والثلاثة الباقية ظاهرة، ولعل المحجوب هو الاسم الأعظم. ونظيره في خفاء الأمر وعدم وضوح المراد كلام الإمام الكاظم (عليه السلام) في قصة الراهب الطالب للاسم الأعظم من الرجل في الهند المسمى بمتمم بن فيروز ـ إلى أن قال الراهب للإمام (عليه السلام) ـ: أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت فتبين في الأرض منها أربعة وبقي في الهواء منها أربعة، على من نزلت تلك الأربعة التي في الهواء منها؟ ومن يفسرها؟ قال ____________ 1 ـ إقبال الأعمال 77. وفيه " لو حلفت لبررت أن اسم الله الأعظم قد دخل فيها، فإذا دعوتم فاجتهدوا ". 2 ـ تفسير الميزان 8 | 364 ـ 365. 3 ـ أو معارف البسملة والحمدلة ص 55 ـ 57 المطبوع في بيروت، في مؤسسة الأعلمي للمطبوعات سنة 1402 هـ.