(41) علي بن أبي حمزة، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الله تبارك وتعالى خلق اسماً بالحروف وهو عز وجل، بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبيه غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الأقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور، فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معاً، ليس منها واحد قبل الآخر، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها، وحجب واحداً منها وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة التي أظهرت، فالظاهر هو الله تبارك وتعالى (1)، وسخَّر سبحانه لكل اسم من هذه(2) أربعة أركان، فذلك اثنا عشر ركناً، ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسماً، فعلاً منسوباً إليها فهو: الرحمن، الرحيم، المَلِك، القدوس، الخالق، البارئ، المصور، الحي، القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، العليم، الخبير، السميع، البصير، الحكيم، العزيز، الجبار، المتكبر، العلي، العظيم، المقتدر، القادر، السلام، المؤمن، المهيمن، [البارئ كذا]، المنشئ، البديع، الرفيع، الجليل، الكريم، الرزاق، المحيي، المميت، الباعث، الوارث، فهذه الأسماء وما كان من الأسماء الحسنى حتى تتم ثلاثمائة وستين اسماً، فهي نسبة لهذه الأسماء الثلاثة، وهذه الأسماء الثلاثة أركان، وحجب للاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة، وذلك قوله عز وجل: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) (3). بيان: في هذه الرواية تصريح بأن " السلام " معدود من الأسماء الحسنى، والروايتان الأوليان وإن لم يصرح فيهما بأن السلام منها، إلا أن التسعة والتسعين داخلة تحت الثلاثمائة والستين اسماً المكملة للأسماء الحسنى، ومنها يظهر أن الأسماء الحسنى هي الثلاثمائة والستون، والباقية إلى الألف ____________ 1 ـ " الله " أول الأسماء الثلاثة و " تبارك " ثانيها و " تعالى " ثالثها. 2 ـ يريد بالإشارة، الأسماء الثلاثة، وأربعة مفعول " سخر ". 3 ـ التوحيد 190 ـ 191، والإسراء: 110.