(29) الصلح الابتدائي العالمي، لأن الناس كلهم وبأجمعهم لآدم وحواء أبناء وإخوة نسبية، من قبل أن يكونوا إخوة إيمانية بل وحتى الإيمانية قال تعالى: (يأيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافة) (1) بدليل آخر الآية: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) (2) أي الاستسلام والطاعة. قال الفيض: وقرئ بالفتح وهو بمعناه، وفي الكافي والعياشي عن الباقر (عليه السلام): ولايتنا، والعياشي عن الصادق (عليه السلام) في ولاية علي (عليه السلام) (3)... والسلم المسالمة في الدين والمذهب وولاية أهل البيت وأحكام الإسلام بأسرها وعدم التفرق والتبدد. وحاصل الآية: الوفاء والأخوة الإسلامية الإيمانية والانقياد، وكل ما لهذه اللفظة، أي السلم، من معنى، وكذا الدعوة إلى السلم، ولابد أن تكون مصحوبة بالضعف والخوار، بل تكون دعوة كريمة سامية كما قال تعالى (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون) (4). وفي معناه آي في القرآن لا تخفى على المتدبر فيه. ومن آيات السلام، وهي الأكثر بمعنى التحية، التي لا تنفك عن معاني السلام الثلاثة لأن السلام لغة الصحة والعافية إطلاقاً من الأحداث والنقائص وكل مكروه. ومن معانيه المسالمة والسلامة للمسلم والمسلم عليه؛ ومنها الأمن والأمان من الشر والخوف؛ ومنها غير ذلك مما يأتي بالمناسبات في الفصول العشرة بيانه وتوضيحه. وحصيلة تفاسير السلام في القرآن أمور أربعة: 1 ـ التسمية غير العلمية وهي اسم الله السلام (5). 2 ـ الموادعة وترك القتال. 3 ـ الصلح العام لعامة البشر بصورة عامة وللمؤمنين بالخصوص. ____________ 1 ـ البقرة: 208. 2 ـ البقرة: 208. 3 ـ تفسير الصافي 1 | 182. 4 ـ محمد (ص): 35. 5 ـ الحشر: 23.