(30) 4 ـ التحية المتعارفة الكافلة لها الفصول العشرة والكتاب كله. وآيات السلام وصيغه تعطي القارئ المعاني الأربعة. ومن تدبر القرآن، ومنه آيات السلام، لا يفقد المسالمة المطلقة، ولا تنفك عنه الدعوة إليها قولاً وعملاً، والعمل أوقع وأصدق دعوة من القول؛ ومن ثم جاء الحث البالغ والامر بالدعوة بغير طريق اللسان كما في الصادقي: " كونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً "، وفي الآخر: " كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة (1) والخير؛ فإن ذلك داعية " (2). 3 ـ السلام في الحديث: المستفاد من الأحاديث المأثورة عن أهل البيت، (عليهم السلام)، حول السلام معان كثيرة تعتبر من آثاره، وآثار الشيء هي التي تصيره حسناً أو قبيحاً، وبها تظهر ظاهرته، وظاهرة القائم به، وعليها تدور رحى المثوبة والعقوبة؛ ومن هنا بنى الإسلام أحكامه على أفعال المكلفين التي تعتبر من آثارهم فيثابون أو يعاقبون عليها، وبها ينالون الدرجات العلى، أو ضد ذلك. وعليه نذكر من حسن السلام وآثاره الطيبة المستخرجة من الأحاديث ما يلي: 1 ـ السلام: لحسنه الذاتي وأثره الطيب صار اسماً من أسمائه تعالى. 2 ـ السلام: طاعة الله كما في الباقري، وطاعة الرحمن كما في الصادقي (3). 3 ـ السلام: اسم الله الفاشي في الخلق. ____________ 1 ـ على احتمال " الصلاح ". 2 ـ الوسائل 1 | 56، الباب 16 من أبواب مقدمة العبادات، الحديث 1 و 2. 3 ـ فروع الكافي 5 | 530، الباقري، فروع الكافي 5 | 529، الصادقي. أقول: لم نذكر لباقي الأثار مصادرها هنا، لأنها تأتي تقاصيلها في مظانها.