(28) وأن جميع مشتقات السلام هو الصحة والعافية، ولعله أسد الأقوال على تأمل فيه. 2 ـ السلام في القرآن: من تدبر في آيات السلام وجميع صيغه المتقدم ذكرها ظهرت له معانٍ، منها: المعنى الاسمي غير الفاقد لمبدأ اشتقاقه اللغوي وهو: اسم الله السلام (1)، المعدود من الأسماء الحسنى الآتي بيانه في أول الفصول العشرة. ومنها: المهادنة وترك القتال، كما في الآية: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً) (2). بناءً على تفسير السلام فيها بالسَلَم أو على قراءته، ولعل كلمة (ألقى إليكم السلام)، ولم يقل (عليكم)، أتؤيد ترك القتال كما في نظيرتها: (فإن اعتزلوكم ولم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً) (3)، أو (فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم) (4) فالأولى نزلت في مرداس بن نهيك الفدكي اليهودي المستبصر وأسامة بن زيد قاتله في قصة له (5)، والثانية في قبيلة أشجع وموادعتهم، وكيف كان، ففي آي من السلام المراد به ترك الحرب. ومنها: الدعوة إلى السلام بمعنى الصلح من غير سبق حرب، أي ____________ ==> عـروق ظـهـر الـكـف فـالـسلام * بـل أنـمـُلُ تـُزانُ بـالأظـفـار ملحقات البلغة في شذور اللغة 169، المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1914. 1 ـ انظر سورة الحشر: 23 (القدوس السلام) وهو اسم غير علم لله تعالى ومع العلمية يفقد المعنى اللغوي. 2 ـ النساء: 94. 3 ـ النساء: 90. 4 ـ النساء: 91. 5 ـ تفسير القمي: 1 | 148.