(27) أمري وأمرك المبارأة والمتاركة... ويقولون: سلام عليكم، فكأنه علامة المسالمة، وأنه لا حرب هنالك... وقيل: (قالوا سلاماً) أي سداداً من القول وقصداً لا لغو فيه... وقوله عز وجل: (سلام هي حتى مطلع الفجر) (1) أي لا داء فيها، ولا يستطيع الشيطان أن يصنع فيها شيئاً. وقد يجوز أن يكون (السلام) جمع سلامة. والسلام: التحية. قال ابن قتيبة يجوز أن يكون السلام والسلامة لغتين كاللذاذ واللذاذة؛ وأنشد: تحـيـي بـالسـلامـة أم بـكـر * وهل لك بـعد قومـك مـن سلام؟ قال: ويجوز أن يكون السلام جمع سلامة، وقال أبو هيثم: السلام والتحية معناها واحد ومعناهما السلامة من جميع الآفات... والسِلم بالكسر، والسَلام، وقال: وقفـنا فـقـلن: إيـه سِـلْـمّ! فَسلّـَمـَتْ * فـما كـان إلاَّ وَمـؤُهـا بالحواجـب (2) أقول: قد تعرضنا لبعض هذه المعاني أو كلها في غضون الفصول العشرة (3) أيضاً بالمناسبات، وتحصل من الكلمات المذكورة أن السلام لغة: التحية، البراءة من العيب، الأمن من الشر، العافية من النقص والمرض، وغيرها من المعاني، إلا أن ابن فارس أنكر الاشتراك اللفظي (4)، ____________ 1 ـ القدر: 5. 2 ـ لسان العرب 12 | 289 ـ 290 ـ سلم ـ. 3 ـ منها هذا الفصل فانظره عن آخره، ومنها الفصل الخامس، ومنها الثامن الحري بالنظر، (السلام ندب والرد فرض)، ومنها في الأمر الثالث من الخاتمة بتفصيل. 4 ـ وقد ذهب آخر إلى الاشتراك اللفظي وأن السلام موضوع لمعان: 1ـ: التحية، 2 ـ: الحجر المدور، 3 ـ: عروق ظهر الكف وقد نظمها قطرب في أرجوزة له في المثلثات قال: بـدا وحـيــا بـالسـلام * رمـى عـذولـي بـالسـلام أشـار نـحوي بـالسـلام * وكـفـه الـمـخـتـضـب وشرح الأرجوزة عبد الرحمن السنهوري الشافعي بنظمه لكل بيت منها على بحر آخر من البحور الشعرية. قال: تـحيـة الـنـاس هـي السـلام * مـدور الأحـجـار فـالـسلام <==