(230) الجـواب: إن من الكائنات السماء والأرض، وقد نصت آية (فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين) (1) على وقوع القول في غير السلام منهما، فضلاً عن إمكانه، وقلنا: إذا ثبت لهما ذلك ثبت لغيرهما من الكائنات، لاشتراك النظائر في الحكم، وعدم الامتياز فيه، إلاّ لدليل ولا دليل عليه، بل بعض آيات القرآن الكريم قد صرح بتسبيح السموات والأرض وكلّ شيءٍ كما سبق بيانه (2). قال الشيخ المجلسي طاب ثراه: وروي أنه نزل جبرئيل على جياد (3) أصفر والنبيّ، (صلى الله عليه وآله)، بين علي (عليه السلام) وجعفر، فجلس جبرئيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، ولم ينّبهاه إعظاماً له، فقال ميكائيل: إلى أيّهم بُعثت؟ قال: إلى الأوسط، فلمّا انتبه أدّى إليه جبرئيل الرسالة عن الله تعالى، فلمّا نهض جبرئيل ليقوم أخذ رسول الله، (صلى الله عليه وآله)، بثوبه ثم قال: ما اسمك؟ قال: جبرئيل، ثم نهض النبيّ، (صلى الله عليه وآله)، ليلحق بقومه فما مرّ بشجرة ولا مدرة إلا سلّمت عليه وهنأته. ثم كان جبرئيل يأتيه ولا يدنو منه، إلا بعد أن يستأذن عليه، فأتاه يوماً وهو بأعلى مكة فغمز بعقبه بناحية الوادي فانفجر عين، فتوضّأ جبرئيل وتطهَّر الرسول، ثم صلّى الظهر، وهي أوّل صلاة فرضها الله عزّ وجلّ، وصلّى أمير المؤمنين (عليه السلام) مع ____________ 1 ـ فصلت: 11. 2 ـ في غضون المقام الأول... وهل يسمعه الكل أو يخص الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) دون غيرهم، يأتي بيانه قريباً. ولعل ما جاء في تفسير آية (وقال الإنسان ما لها * يومئذٍ تحدّث أخبارها * بأن ربك أوحى لها) [الزلزلة: 3 ـ 5]. عن القمي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الأنسان القائل للأرض، وأنها إياه تحدث بأخبارها، وحديث زلزلة المدينة وقوله لها اسكني فسكنت، وقله: إياي تحدث، والنبوي قال: أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمله على ظهرها، تقول: عمل كذا و كذا فهذا أخبارها. (بأن ربك أوحى لها) أي تحدث بسبب إيحاء ربك لها. تفسير القمي 2 | 433، وتفسير الصافي 2 | 840. يؤيد القول الثاني أي اختصاص تكلم الكائنات بالنبي أو وصي نبي فتدبر. 3 ـ يحتمل أنه تصحيف " جواد " والأصفر صفة له أنظر البحار 18 | 196، هامشه.