(229) أخرى، ولأجل ذلك حسن التعاهد معها على الطاعة، كما نتعاهد مع المعصومين (عليهم السلام) على ذلك، وفي الحقيقة تكون المعاهدة من جانب واحد، لأن الكائنات لا تتخلّف عن انقيادها الذاتي القهري، وكذا المعصوم (عليه السلام) لعصمته. وعلى معنى التعاهد فالأمر أوضح، وهذا التفسير يرجع إلى التعاهد في الحبّ في الله. المقـام الثـاني: في إمكـان سـلام الكـائنات ووقـوعه المراد بالكائنات الجمادات والنباتات والحيوانات، وأما الإنسان فقد عرفت الحال فيه كما اتّضح من المقام الأوّل صحّة الخطاب معها والسلام عليها. والتكلم هنا عن سلامها أو تحققه، وبلفظ أبين: هل يمكن أن يسلّم الشجر والحجر والحيوان وغيرها على الإنسان، وبعد أن يكون ممكناً هل هو واقع أو لا؟؟. الجـواب: أمّا الإمكان فلا يمنعه العقل؛ إذ لا يلزم منه ما يخالف سنّة العقل أو النقل. وأمّا الوقوع فهل هو على تقديره يكون بالقول والنطق، كنطقنا، أو هو بطور آخر من لسان الحال، أو لسان الذات؟؟. ____________ ==> وله أيضاً: لا هـمّ أنّ المـرء يـمنع رحـله فامـنع رحـالك * لا يغلـبنّ صلـيبـهم ومحـالـهم غـدوا محـالـك أي كيدهم، والمِحال بالكسر: الكيد، فانجلى نوره على الكعبة، فقال لقومه: انصرفوا والله ما انجلى من جبيني هذا النور إلا ظفرت، والآن قد انجلى عنه، وسجد الفيل له، فقال للفيل: يا محمود، فحرّك الفيل رأسه، فقال له: تدري لِمَ جاؤوا بك؟ فقال الفيل برأسه لا، فقال: جاؤوا بك لتهدم بيت ربّك، أفتراك فاعل ذلك؟ فقال الفيل برأسه: لا.