[45] ولم نسع للهجرة فكل ما نفكر به هو في بيت النفسانية. الوديعة الإلهية جميع القوى الإلهية التي أودعها الله فينا أمانة لدينا، لا نرّدها إلى صاحبها نصرفها على ما هي عليه هنا - في هذا البيت - ولا زلنا فيه ولا نزال ويوما بعد آخر نزداد بُعداً عنه، عن هذا المبدأ، عن المحل الذي يجب أن نهاجر إليه، وقد روي أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كان قاعداً مع أصحابه في المسجد فسمعوا هدةً عظيمة - صوتاً رهيباً - فارتاعوا وسألوا عن هذا الصوت فقال [ص]:- " حجر ألقي من أعلى جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل إلى قعرها " فقال ذوو القلوب الحية "فسمعنا إن كافرا - منافقا - قد مات وكان عمره سبعين سنة (راجع كتاب علم اليقين للفيض الكاشاني ج 2 ص 1002 (المقصد الرابع الباب الثالث عشر - الفصل الرابع) ونحن أيضا سائرون بهذا الاتجاه غاية الأمر أني منذ ثمانين عاما أسير بهذا الاتجاه، وأنتم منذ سنوات عديدة وأرجو أن لا تسيروا أنتم أيضا بهذا الاتجاه أعدى الأعداء كل ما يجري علينا وكل ما نبتلي به هو من حب النفس من هذه "الأنانية" "أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك ( حديث نبوي مشهور راجع بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 15 ص40 إذ ينقل حديثا عن النبي الأكرم (ص) قريبا من مضمون الحديث) هكذا ورد التعبير عن النفس فهي الأسوأ من كل الأعداء وأكبر من كل الأوثان فهي أم الأوثان إذ أن الإنسان يعبدها أكثر من سائر الأوثان يتوجه إليها