[44] الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}(النساء/100). أحد الاحتمالات هو أن هذه الهجرة هي من النفس إلى الله و"البيت" هنا هو نفس الإنسان فهناك طائفة خرجوا وهاجروا عن هذا البيت الظلماني {مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} إلى أن وصلوا إلى منزل: "أدركه الموت" وصلوا مرتبة لم يعد لهم فيها شيء من أنفسهم موت مطلق وعندها "وقع أجرهم على الله" فهنا أجر آخر ما هو الجنة ولا أشكال النعيم الأخرى هنا "الله" فقط". إن من يتحرك ويخرج من بيت نفسانيته ويهاجر إلى الله وإلى رسوله - وهذه أيضا هي هجرة إلى الله - يصل إلى مرتبة "أدركه الموت"(يقول مولى الموحدين الإمام على عليه السلام في الخطبة 201 من نهج البلاغة "وأخرجوا من الدنيا قلوبكن قبل أن تخرج منها أبدانكم " ويقول عليه السلام في الخطبة 218 "قد أحيا وأمات نفسه ..." ) وعندها لا يكون هناك شيءٌ من نفسه، كل ما هو موجود هو من الله، هذا ما يشاهده في هذه الهجرة وأجره على الله. طائفةٌ هاجروا هذه الهجرة ووصلوا إلى المنتهي وأجرهم أيضا على الله وآخرون مهاجرون على الدوام فهم طائفة في حالة هجرةٍ مستمرة لكنهم لم يصلوا إلى "آيات الهجرة" وهي " أدركه الموت " وهناك طائفة مثلنا لا هجرة لنا أصلا فنحن في هذه الظلمات أسرى هذه الدنيا والطبيعة و؟أشد منها أسرى "أنانية" أنفسنا سجناء هذه البئر العميقة سجناء في بيت النفسانية، وبناء على هذا الاحتمال فإننا لا نرى إلاّ أنفسنا وكل ما نريده هو لأنفسنا ليس لدينا غير النفس ولم نفكر أصلا