[33] كل المحامد لله كتاب الله ابتداء بمطلب ينبهنا إلى جميع القضايا، فعلى نحو الاحتمال إن جميع القضايا تتضح عندما يقول تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} فهو لا يريد القول: - إن بعض المحامد لله عندما يقول هو قادر ولكني أحمد لكم لا لله!! ولكنّ جميع المحامد لله. عندما يقول تعالى: " الحمد الله " فهو يعني أن جميع أقسام الحمد وحيثيته هي من الله ولله، أنتم تتوهمون أنكم تحمدون غيره ولكنه هنا يكشف غطاء عن كافة القضايا ونفس هذه الآية الكريمة الفريدة تكفي الإنسان لو صدقها ولكن المسألة هي في التصديق. {الحمد لله} جميع المحامد لله، ولو صدق الإنسان بهذه الكلمة فقط لخرجت من قلبه كافة أنواع الشرك، وذاك الذي يكشف أنه لم يشرك بالله طرفة عين أبداً، إنما حصل على هذا التصديق وجدانياً، وصل إليه بوجدانه وأدرك المطلوب وهذا ما لا يمكن للبراهين أن تؤدي إليه فليس لها الأصالة والاقتدار المطلوب، البرهان جيد فلا نقول أنه شيء ولكنه يجب أن يكون وسيلة فالبرهان وسيلة إذ أنكم وفق عقولكن وبالسعي والاجتهاد تستحصلون الإيمان. خشبية قدم الاستدلاليين الفلسفة وسيلة فليست مطلوبة بذاتها، وواجب الاستدلال هو إيصال القضايا والمعارف إلى عقولكم و "خشبية هي قدم الاستدلاليين "(ترجمة نثرية لصدر بيت شعر بالفارسية للشاعر الإيراني المولى جلال الدين الموسوي الرومي وكامل ترجمة البيت هي: خشبية هي قدم أصحاب الاستدلال والقدم الخشبية هي في غاية العجز)