[32] الرئاسة وأمثالها وأصلها بقاء الأنانية التي ما دامت فالإنسان يرى نفسه. رأس البلاء ... جميع المصائب التي تنزل على رأس الإيمان تصدر من حب النفس فالإنسان يحب نفسه في حين أنه لو أدرك حقيقة الأمر وجدانيا لعرف أن نفسه لا شيء وهي للغير وحبه للغير، وقد سموه اشتباه بـ "حب النفس وهذا الاشتباه يدمر الإنسان فجميع المصائب التي تحل بنا هي من حب الجاه وحب النفس هذا حب الجاه هو الذي يقتل الإنسان ويدمره ويؤدي به إلى النار. وحب الجاه وحب النفس هذا هو: "رأس كل خطيئة" جميع الخطايا تصدر من حب النفس وحب الجاه، ولكون الإنسان ينظر إلى نفسه ويعجب بها ويحبها لذلك فهو يريد كل شيئ لها ويعادي كل ما يمنعه عن ذلك أو يتوهم أنه مانع، ولكونه يريد كل شيء لنفسه لذا فهو لا يضع لذلك حدودا ومن هنا كان "حب الدنيا رأس كل خطيئة"(مروي باختلاف يسير عن الإمامين السجاد والصادق عليهما السلام ( الأصول من الكافي للشيخ الكليني باب ذم الدنيا والزهد فيها وباب حب الدنيا والحرص عليها ويلاحظ أن النص يعتبر "حب الدنيا" بصورة مطلقة بأنه رأس كل خطيئة دون تخصيص لحرامها عن حلالها وقد نبه إلى ذلك الإمام الخميني - قدس سره - وحذر من الدنيا مطلقا (راجع رسالته لنجله السيد أحمد المؤرخة في 17/شوال / 1404 هـ. ق المطبوعة مع مجموعة أشعار عرفانية للإمام تحت عنوان "نقطة عطف" بالفارسية)