[31] هذه الآية الشريفة تقول {بِاِسْمِ اللَّهِ.. الْحَمْدُ لِلَّهِ } حسناً، لقد أوضحت أحد أبعادها - وأكرر أيضاً أن ما قلته هو على نحو الاحتمال لا الجزم - فإذا صدق الإنسان أنّ جميع المحامد هي لله فعندما لن يحدث في قلبه شرك وإذا أثنى على أحد فلكونه من تجليات الله. علي (ع) التجلي الإلهي العظيم إذا أنشد قصيدة في مدح الأمير علي (ع) فهو يريد أن يقول أنه يدرك أنها لله، لأن الأمام عليه السلام هو التجلي العظيم لله، ولكونه لذا فإن ما فرضتموه مدحا له فهو مدح لله من خلال مدح تجليه. إذا أيقن الإنسان وصدق أن المحامد لله لأعرض عن نفسه: إن ما ترونه ويراه من كثرة ضجيج الإنسان بمقولة: {لمن الملك} وما ترونه ويراه من كثرة غرور الإنسان يرجع إلى كونه لم يعرف نفسه فإن "من عرف نفسه فقد عرف ربه "(حديث مشهور مروي عن الإمام علي عليه السلام راجع شرح الشيخ ابن ميثم البحراني على المائة كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام [الكلمة الثالثة ص 57 من طبعة جماعة المدرسين في حوزة قم المقدسة) لا يدري أنه لا شيء ولو عرف ذلك وصدّق به، وصدق أنّ كلّ ما هو موجود منه تعالى لعرف ربه. والمشكلة الأساسية هي أننا لا نعرف لا أنفسنا ولا ربنا، ولا إيمان لنا لا بأنفسنا ولا بربنا لم نصدق أننا لا شيء ولم نصدق أنه هو كل شيء، وما لم يحصل هذا التصديق فلا من إقامة البراهين مهما زادت واتسعت إذ تبقى تلك "الأنانية النفسية" فاعلة. إن أقوال (أنا كذا وأنت كذا) هي جميعا ادعاءات فارغة من أجل