وقال لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص بالمؤمنين رؤوف رحيم .
وليس بين صفة الخالق والمخلوق مشابهة إلا في اتفاق الاسم وهذا كتاب الله من أوله إلى آخره وهذه سنة رسول الله وهذا كلام الصحابة والتابعين وسائر الأئمة قد دل ذلك بما هو نص أو ظاهر في أن الله سبحانه فوق العرش فوق السموات استوى على عرشه بائن من خلقه سميع لا يشك بصير لا يرتاب عليم لا يجهل جواد لا يبخل حفيظ لا ينسى ولا يسهو قريب لا يغفل ولا يلهو يتكلم ويبسط وينظر ويضحك ويفرح ويحب ويكره ويبغض ويسخط ويرحم ويعفو ويغفر ويعطي ويمنع وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء وهو معهم أينما كانوا قال نعيم بن حماد لما سئل عن معنى هذه الآية وهو معكم أينما كنتم معناها أنه لا يخفى عليه خافية بعلمه وليس معناه أنه مختلط بالخلق فإن هذا لا توجيه اللغة وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة