وأئمتها وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقه وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر والمقيم أينما كان فهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم ومطلع وأخبر أنه ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه وأنه وهو القاهر فوق عباده وأن الملائكة يخافونه من فوقهم وهذا المعنى حق على حقيقته لا يحتاج إلى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة وقال فإني قريب وقال ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وقال إن الذين تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته وقال ما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا .
فكل ما في الكتاب والسنة من الأدلة الدالة على قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فإنه سبحانه علي في دنوه وقريب في علوه والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة جدا وذكرنا بعضها في الانتقاد الرجيح وفي الصحاح والسنن جميعا وقد أشار النبي في أعظم مجامعه في حجة الوداع وفي آخر عمره إلى السماء يقول باصبعه اللهم اشهد وفي الصحيحين قصة المعراج وهي متواترة وفيه أعظم دلالة على علوه تعالى فوق سبع سموات وسؤال السائل كيف استوى وكيف نزل بدعة قال ابن قتيبة ما زالت الأمم عربهم وعجمهم في جاهليتها وإسلامها معترفة بأن