أحمد واسحاق بن راهوية وهو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض وأبي سليمان الدارني وسهل بن عبد الله التستري وغيرهم فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة نزاع في أصول الدين وكذلك أبو حنيفة Bه فإن الإعتقاد الثابت عنه موافق لاعتقاد هؤلاء وهو الذي نطق به الكتاب والسنة قال الإمام أحمد لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ولا نتجاوز القرآن والحديث وهكذا مذهب سائرهم فنتبع في ذلك سبيل السلف الماضين الذي هم أعلم الأئمة بهذا الشأن نفيا واثباتا وهم أشد تعظيما لله وتنزيها له عما لا يليق بحاله فإن المعاني المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات فيكون ردها من باب تحريف الكلم عن مواضعه ولا يقال هي ألفاظ لا تعقل معانيها ولا يعرف المراد منها فيكون ذلك مشابهة للذين لا يعلمون إلا أماني بل هي آيات بينات دالة على أشرف المعاني وأجلها قائمة حقائقها في صدور الذين أوتوا العلم .
والإيمان إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل كما قامت حقائق سائر صفات الكمال في قلوبهم كذلك فكان الباب عندهم بابا واحدا قد اطمأنت به قلوبهم كذلك وسكنت إليه نفوسهم فأنسوا من صفات كماله ونعوت جلاله مما اسوحش منه