لم يتكلم بالقرآن العربي بل القرآن العربي مخلوق أو هو تصنيف جبريل ونحو ذلك فهذا مفتر على الله فيما نفاه عنه وهذا أصل ضلال الجهمية من المعتزلة ومن وافقهم على مذهبهم فإنهم يظهرون للناس التنزه وحقيقة كلامهم التعطيل فيقولون نحن لا نجسم بل نقول إن الله ليس بجسم ومرادهم بذلك نفي حقيقة أسمائه وصفاته فيقولون ليس لله علم ولا قدرة ولا حياة ولا كلام ولا سمع ولا بصر ولا يرى في الآخرة ولا عرج النبي إليه ولا ينزل منه شيء ولا يصعد إليه شيء ولا يتجلى لشيء ولا يقرب منه شيء إلى غير ذلك وهو سبحانه لا مثل له في شيء من صفات كماله بل هو الأحد الصمد ولم يكن له كفوا أحد فالمعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما والمعطل أعمى والممثل أعشى ودين الله بين الغالي فيه والجافي عنه وكما أن ذاته ليست كالنوات المخلوقة فصفاته ليست كالصفات المخلوقة بل هو سبحانه موصوف بصفات الكمال منزه عن كل نقص وعيب وهو سبحانه في صفات الكمال لا يماثله شيء .
فمذهبنا مذهب السلف إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل وهو مذهب أئمة الإسلام كمالك والشافعي والثوري والأوزاعي وابن المبارك والإمام