بالباطل وكثير من هؤلاء ينسب إلى أئمة المسلمين ما لم يقولوه فينسبون إلى الشافعي وأحمد بن حنبل ومالك وأبي حنيفة الاعتقادات الباطلة مما لم يقولوه ويقولون لمن اتبعهم هذا الذي يقوله اعتقاد الإمام الفلاني فإذا طولبوا بالنقل الصحيح عن الأئمة بين كذبهم في ذلك فيما ينقلونه عن النبي ويضيفونه إلى سنته من البدع والأقوال الباطلة ومنهم من إذا طولب بتحقيق نقله يقول هذا القول قاله العلماء والإمام الفلاني لا يخالف العقلاء ويكون العقلاء طائفة من اهل الكلام الذين ذمهم الأئمة فقد قال الشافعي حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام فإذا كان هذا حكمه فيمن أعرض عنهما فكيف حكمه فيمن عارضهما بغيرهما وكذلك قال أبو يوسف القاضي من طلب الدين بالكلام تزندق وكذلك قال احمد بن حنبل ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح وقال علماء الكلام زنادقة وكثير من هؤلاء قرأوا كتبا من كتب الكلام فيها شبهات أضلتهم ولم يهتدوا لجوابهم فإنهم يجدون في تلك الكتب أن الله لو كان فوق الخلق للزم التجسيم والتحيز والجهة وهم لا يعرفون حقائق هذه الألفاظ ولا ما أراد بها أصحابها فإن ذكر لفظ الجسم في أسماء الله وصفاته بدعو لم ينطق بها كتاب ولا سنة ولا قالها أحد من سلف الأمة وأئمتها ولم يقل أحد منهم إن الله جسم ولا أن الله ليس بجسم ولا أن الله جوهر ولا أن الله ليس بجوهر ولفظ الجسم لفظ مجمل ومعناه في اللغة البدن ومن قال أن الله مثل بدن الإنسان فهو مفتر على الله بل من قال الله يماثل شيئا من المخلوقات فهو مفتر على الله ومن قال إن الله ليس بجسم وأراد بذلك أنه لا يماثله شيئا من المخلوقات فالمعنى صحيح وإن كان اللفظة بدعة وأما من قال أن الله ليس بجسم وأراد بذلك أنه لا يرى في الآخرة وأنه