الدلائل العقلية فإن هذه الأدلة كلها متفقة على أن الله فوق مخلوقاته عال عليها قد فطر الله على ذلك العجائز والأعراب والصبيان في الكتاب كما فطرهم على الإقرار بالخالق تعالى وقد قال رسول الله في الحديث الصحيح كل مولود يولد على الفطرة أي فطرة الإسلام فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة اقرؤا إن شئتم فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله وهذا معنى قول عمر بن عبد العزيز عليك بدين الأعراب والصبيان في الكتاب يعني عليك بما فطرهم الله عليه فإن الله فطرهم على الحق والرسل بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها لا بتحويل الفطرة وتغييرها وأما أعداء الرسل كالجهمية الفرعونية ونحوهم فيريدون أن يغيروا فطرة الله ودين الله ويوردون على الناس شبهات بكلمات متشابهة لا يفهم كثير من الناس مقصودهم بها ولا يحسن أن يجيئهم وأصل ضلالتهم تكلمهم بكلمات مجملة لا أصل لها في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قالها أحد من أئمة المسلمين كلفظ التحيز والجسم والجهة ونحو ذلك فمن كان عارفا بحال شبهاتهم بينها ومن لم يكن عارفا بذلك فليعرض عن كلامهم ولا يقبل إلا ما جاء به الكتاب والسنة كما قال تعالى وإذ رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ومن تكلم في الله وأسمائه وصفاته بما يخالف الكتاب والسنة فهو من الخائضين في آيات الله