المعراج عرج به إلى الله وفرض عليه ربه خمسين صلاة وذكر أنه رجع إلى موسى وأن موسى قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك .
وهذا الحديث في الصحاح فمن وافق فرعون وخالف موسى ومحمدا فهو ضال ومن مثل الله يخلقه فهو ضال ومن جحد شيئا ما وصف الله به نفسه فهو كافر .
وليس ما وصف الله به نفسه وما وصفه به رسوله تشبيها وقد قال تعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال تعالى يا عيسى إن متوفيك ورافعك إلي وقال بل رفعه الله وقال والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق وقال تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم وقال تعالى وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون .
فدل ذلك على أن الذين عنده قريبون إليه وإن كانت المخلوقات تحت قدرته فالقائل الذي قال من لا يعتقد أن الله في السماء إن أراد بذلك أن الله في جوف السماء بحيث تحصره وتحيط به فقد أخطأ وأن أراد بذلك من لم يعتقد ما جاء به الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة وائمتها أن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلفه فقد أصاب فإنه من لم يعتقد ذلك يكون مكذبا للرسول متبعا غير سبيل المؤمنين بل يكون في الحقيقة معطلا لربه نافيا له فلا يكون في الحقيقة إنه يعبده ولا رب يسأله ويقصده ولهذا قول الجهمية ونحوهم من اتباع فرعون المعطل