السماء وأن السماء تحصره وتحويه فإن هذا لم يقله أحد من سلف الأمه وأئمتها بل هم متفقون على أن الله فوق سموته على عرشه بائن من خلقه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته هي ولا في ذاته من مخلوقاته .
وقد قال مالك بن أنس إن الله في السماء وعلمه في كل مكان وقيل لابن المبارك بماذا تعرف ربنا قال بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وبه قال أحمد ابن حنبل وقال الشافعي خلافة أبي بكر قضاها الله في سمائه وجمع عليها قلوب أوليائه .
فمن اعتقد أن الله في جوف السموات محصور محاط أو أنه مفتقر إلى العرش أو غير العرش من المخلوقات أو أن استواءه على عرشه كاستواء المخلوق على كرسيه فهو ضال مبتدع جاهل ومن اعتقد أنه ليس في السموات إله يعبد ولا على العرش إله يصلى له ويسجد وأن محمدا لم يعرج به إلى ربه ولا نزل القرآن من عنده فهو معطل فرعوني فإن فرعون كذب موسى في أن ربه فوق السموات فقال يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا ومحمد صدق موسى فأقر أن ربه فوق السموات فلما كان ليلة