سابقا ولا متأخرا عنها الا أن تكون واقعة على ما يخبر به عنها بأن يقول آية صدقى ظهور الشئ الفلانى فى وقت كذا على صفة كذا فإن المعجزة إنما تدل على الصدق من حيث إنها تنزل منزلة الخطاب بالتصديق وذلك لا يتم عند تحقق هذه الامور كما لا يخفى .
بل لا بد وأن تكون خارقة للعادة مقترنه بالتحدى غير مكذبة له ولا متقدمة عليه و لا متأخرة عنه إلا كما حققناه ولا يشكك فى منع تقدم المعجزة على التحدى أن يقول آية صدقى أن فى هذا الصندوق المغلق كذا على كذا مع سبق علمنا بخلوه عما اخبر به فانه إذا ظهر وإن جاز أن يكون مخلوقا لله قبل التحدى فليس الإعجاز فى وجوده وإنما هو فى إخباره بالغيب .
وإذا عرفت ما حققناه من المعجزة ووجود شرائطها فما سواها من الأفعال إن لم يكن خارقا للعادة فلا إشكال وإن كان خارقا للعادة فإما أن يكون ذلك على يدى نبى أو غير نبى فإن كان نبيا فلا إشكال أيضا وإن كان غير نبى بأن يكون وليا أو ساحرا أو كاهنا أو غير ذلك فد اختلفت أجوبة المتكلمين ههنا .
فذهبت المعتزلة وبعض الأصحاب إلى منع جواز ذلك على يدى من ليس بنبى وقالوا لو جاز ظهور مثل ذلك على يدى من ليس بنبى أفضى ذلك إلى تكذيب النبى وافترائه وألا نعرف النبى من غيره ولجوزنا فى وقتنا هذا وقوع ما جرى على أيدى الانبياء من قبلنا وذلك يوجب لنا التشكك الأن فى كون البحر منفلقا وانقلاب الموتى أحياء وذلك مما لا يستريب فى إبطاله عاقل