عنه من الشر هو عين الخير فإنه لا إحالة فيه على أصلكم حيث أحلتم كون الحسن والقبح ذاتيا .
ثم وإن استحال ذلك فى حق الله تعالى فلا محالة أن العلم برسالة الرسول والقول بتصديقه يتوقف على معرفة وجود المرسل وصفاته وما يجوز عليه وما لا يجوز بتوسط الحادثات والكائنات والممكنات وذلك كله ليس هو مما يقع بديهة فإنه لو خلى الانسان ودواعى نفسه في مبدأ نشوئه من غير التفات إلى أمر آخر لم يحصل له العلم بشئ من ذلك أصلا فعند إرسال الرسول إما أن يجوز للمرسل اليه النظر والابتهال بالفكر والاعتبار بالعبر أو لا يجوز له ذلك فإن قيل بالجواز فلا يخفى أن زمان النظر غير مقدر بقدر بل هو مختلف باختلاف الاحوال والاشخاص وتقلب أحوالهم والاشتداد والضعف في أفهامهم وذلك مما يفضى إلى تعطيل النبى عن التبليغ لرسالاته وافحامه في دعوته ولا فائدة إذ ذاك فى بعثته وإن لم يمهل فى النظر فذلك قبيح لا محالة من جهة أنه كلفه التصديق بما لا يطيق أوجب عليه التقليد والانقياد من غير دليل إلى الاعتقاد وذلك قبيح لا تستحسنه العقول .
ثم إنه إما أن يكون مرسلا إلى من علم الله أنه لا يؤمن أو لا يكون مرسلا إليه فإن كان مرسلا إليه فالعقاب على مخالفته ظلم وهو قبيح من الحكم العدل .
وزادت التناسخية على هؤلاء فقالوا .
الأفعال الانسانية إن كانت على منهاج قويم وسنن مستقيم ارتفعت نفس فاعلها إلى الملكوت بحيث تصير نبيا أو ملكا وإن كانت أفعاله على منهاج أفعال